يا دارُ مَنْ قَتَلَ الهَوَى بَعْدِي - الشريف الرضي

يا دارُ مَنْ قَتَلَ الهَوَى بَعْدِي
وَجَدُوا وَلا مِثلَ الذي عِنْدِي

لا تَعْجَبي، يا دارُ، أنّهُمُ
ابدوا ومن يك واجدا يبدي

رَبْعٌ قَرِيبُ العَهْدِ أحْسَبُهُ
بالظاعنين وقد مضى عهدي

لَوْ حَرّكَتْ ذاكَ الرّمَادَ يَدٌ
لرأت بقايا الجمر والوقد

إنّي لَيُعْجِبُني حِمَاكَ، إذا
نَشَرَ النّسِيمُ ذَوَائِبَ الرّنْدِ

والماء تصقله الرياح كما
ابدى العياب مضاعف السرد

حَيّا مَرِيضَ ثَرَاكَ غَادِيَة ٌ
تعطيه ريح العنبر الورد

او ذات نهد بين سارية
يتلويان تلوي القد

يتشقق البرق اللموع بها
وتروعه بتهزم الرعد

لي مقلة ما تستفيق جوى
تدمى ويقرع ماؤها خدي

وَالعِيسُ مَا وَجَدَتْ تَحِنّ، وَلا
تخفى واكتم دائماً وجدي

وملام ايام وليس لها
عطف وبعض اللوم لا يجدي

لا خَيرَ في دُنْيَا نَوَائِبُهَا
تَدْوِي، وَداءُ مَنُونِها يُعدِي

لا تَحْسَبَنّ الرّزْقَ مُطّرَحاً
فالرزق بين مواضع الاسد

وَلَرُبّ مَصْحُوبٍ غَرِضْتُ بِهِ
غَرَضَ الخَوَامسِ من قذى الوِرْدِ

داني يدي فنفضتها حذرا
من ان يدنس هزله جدي

وَمُبَخَّلٍ إنْ جَادَ بَعْدَ مَدًى
فالمتاء يطلع من صفا صلد

كَيْفَ السّبِيلُ إلى بُلَهْنِيَة ٍ
في ذا الزمان وعيشة رغد

في كل ليل لي وقود منى
وَمَطامِعٌ وَسّدْتُهَا عَضْدِي

وَالمَرْءُ مَا أرْضَى أمَانِيَهُ
ينقاد من لعب الى جد

وَجهي مَجَالٌ للطّعَانِ، فَما
خَوْفي لِقَاءَ الحَرّ وَالبَرْدِ

فلاشربن مناقباً بدمي
ولانقبن على العلى جهدي

ولارحلن العيس مرحلة
عوجاء بين القور والوهد

عَلِّي أُلاقي مَنْ أُسَرّ بِهِ
وَيُفَلّ عِنْدَ لِقَائِهِ كَدّي

وَأتُوبُ مِنْ ذَمّ الزّمَانِ، إذا
علقت يداي يدي ابي سعدي

خُلّي، وَإنْ بَعُدَ الزّمَانُ بهِ
يَوْماً، وَمَاطَلَني بِهِ وَعْدِي

وَمُطالعي في الأُنْسِ إنْ لُوِيَتْ
عني الرقاب ولج في صدي

لا تحسبوا ذا البعد غيرني
فَالبُعْدُ غَيرُ مُغَيِّرٍ وِدي

وَإذا الفَتَى حَسُنَتْ رِعَايَتُهُ
في القرب ضاعفها على البعد

لَوْ تَسْألُونَ دَمي سَمَحْتُ بِهِ
مِنْ غَيرِ مَعْصِيَة ٍ، وَلا رَدّ

او كان جلد يستعار اذاً
يَوْمَ الطّعانِ، لعِرْتُكُمْ جِلْدِي

او ان خطوا يستراب به
منكم سحبت ورائكم بردي

كانت غيابة حادث فجلا
ديجورها قمر من السعد

وَنَهَصْتُ مِنها غَيرَ مُكتَرِثٍ
مثل الحسام نزا من الغمد

اللَّهُ جَارَكَ مَا رَمَتْكَ نَوًى
تذري الركائب أو قطا الجرد

وانا الذي ان تدج نائبة
يُصْبِحْ أمَامَكَ مُورِياً زَنْدِي