يا رَوْضَ ذي الأثلِ من شَرْقيّ كاظمة ٍ - الشريف الرضي

يا رَوْضَ ذي الأثلِ من شَرْقيّ كاظمة ٍ
قد عاود القلب من ذكراك أديانا

أمرُّ بالركبِ مجتازاً بذي سلم
لَوْ ما شَرَيتُكَ بالأوْطانِ أوْطَانَا

شغلتَ عيني دموعاً والحشى حُرقا
فَكَيْفَ ألّفْتَ أمْوَاهاً وَنِيرَانَا

أشم منك نسيما لست أعرفه
أظُنّ ظَميَاءَ جَرّتْ فيكَ أرْدانَا

أشبَهْتَ أظعَانَ ذاكَ الحَيّ من يَمَنٍ
طيباً وحسناً وأغصاناً وكثبانا

لو أستطيع لما سافتك سائفة
ولا جناك فتى رنداً ولا بانا

ألقاكَ وَالقَلْبُ صَافٍ من رَجيعِ هوًى
وَأنثَني عَنكَ بالأشْوَاقِ نَشوَانَا

وَلا تَداوَيتُ من قُرْحٍ فرَى كَبِدي
ولا سقانيَ راقي الحي سلوانا

يَقُولُ صَحبي، وَقد أعياهُمُ طرَبي:
بَعضَ الأُسَى إنّما أحبَبْتَ إنْسَانَا

أينَ الخِيَامُ التي كُنّا نَلُوذُ بهَا
بالابرقين وأين الحيّ مذ بانا

لا هِجتُ لي قَنَصاً من بَعدِ بَينِهِمُ
وَلا ذَعَرْتُ عَنِ الأطلاءِ غِزْلانَا

أنسيتني الناس إذ أذكرتني بهم
يا مهدياً ليَ تذكاراً ونسيانا