مَا لِذا الدّاني إلى القَلْبِ شَحَطْ - الشريف الرضي

مَا لِذا الدّاني إلى القَلْبِ شَحَطْ
وَغَرِيمِ الحُبّ بالدّينِ ألَطّ

ظَالِمٌ قُلِّدَ أحْكَامَ الهَوَى
طالما جار علينا وقسط

نَسْخَطُ الشّيْءَ وَنَرْضَاهُ، إذا
لمْ تَرَ العُتبَى عَلى طُولِ السَّخَطْ

كُلّ يَوْمٍ لي خَصِيمٌ ضَالِعٌ
والمقادير لها حكم شطط

عجبت ان عاد شغبا منطقي
كل ذي حلم اذا ضيم لغط

ورأت وخط بياض طارق
وَخَطَ التّهْمَامُ قَلْبي، فوُخِطْ

مالها تنكر مع هذا الشجى
وقعات الشيب بالجعد القطط

وارى عودي على صمائه
أنّ من غمز الليالي ونحط

مُوقَراً يَحْبِسُني عَنْ غَايَتي
لا المدى يطوي ولا العبء يحط

إنّ قَوْمي صَدّعَتهمْ نَوْبَة ٌ
شقق البرد اليماني يعط

خلتهم والخطب يعتامهم
شجر الوادي رماه المختبط

وَكَمَا خَايَلَ يَوْماً عَاقِرٌ
كلما ثارت له البدن عبط

تبعوا امر المقادير فهم
فاطن يطعن أو دان يشط

فُلُّ أحداثٍ رَمَى الدّهْرُ بِهِمْ
فَهُمُ في رُقَعِ الدّهْرِ نُقَطْ

ذاقَهُمْ مُسْتَحْلِياً أرْوَاحَهُمْ
وَرَأى المَضْغَ طَوِيلاً، فاستَرَطْ

يَصْطَفي كُلَّ كَرِيمٍ مِنْهُمُ
وَإذا استُكْرِمَ ذو العَقْبِ رَبَطْ

وبواق غير باقين وكم
يلبث القارب من بعد الفرط

كم طوى الموت لهم من بهمة
خائِضِ الغَمرَة ِ فَرّاجِ الضّغَطْ

وَجَوَادٍ مُتْعِبٍ مِضْمَارُهُ
كُلّمَا لَزّتْ بِهِ الخَيْلُ مَعَطْ

سَلْهُمُ، أوْ فَسَلِ الرّوْعَ بهِمْ
يوم خدر الشمس بالنقع يلط

يبصر الناس على ايديهم
قصب الاعناق بالبيض يقط

اقبلوا الاعداء ملتف القنا
بَينَ مَعرُوضٍ وَمَجرُورٍ يُحَطّ

تحسب الارماح من قعقاعها
شجراً للطير فيهن لغط

ومواض تنثر الهمام لهم
هَبّة َ العَاصِفِ تَرْمي بالخَبَطْ

فَارَقُونَا، فَبَقِينَا بَعْدَهُمْ
كالرّذايا، وُضِعَتْ عَنها الغُبُطْ

في ذُنَابَى مَعْشَرٍ جِيرَانُهُمْ
مضغ للخطب يغدو أو لقط

ليس بالراضي اذا نبهم
طارق الليل ولا بالمغتبط

صور رائعة لا يرتجي
نَفْعُهَا، مِثْلُ تَهَاوِيلِ النَّمَطْ

شَمَخُوا أنْ حَلّقَ الجَدُّ بهِمْ
غلط الدهر وكم يبقى الغلط

كسل الايام عنهم غرهم
رُبّمَا جَاءَ زَمَانٌ قَدْ نَشَطْ

كل مخنوق علي جرته
خَلَطَ العَجزَ بشَوْكٍ، فاختَلَطْ

إنْ رَأى المَغْرَمَ طَاطَا، وَلَهُ
حاجب من حافر اللؤم يمط

أهْمَلَ العِرْضَ عَلى عِلْمٍ بِهِ
وَرَعَى ، لمّا رَعَى ، المَالَ فَقَطْ

طَمَعٌ وَرّطَني في حَبْلِهِمْ
وَيُصَادُ الطّيرُ مِن حيثُ لُقِطْ

كنت ارجواهم ثماراً تجتني
فهم اليوم قتاد يخترط

من عذيري من رصيد كيده
راش ما راش طويلاً ومرط

جَامِعٌ لي بَينَ فَخْرٍ وَأذًى
رُبّمَا بَرّحَ بالأُذْنِ القُرُطْ

حمل الثقل على ذي غارب
كلما عج من الحمل ضغط

أتقى الرمي ولو شئت مضى
كل مطرور اذا صمم عط

واذا كشفت ما يرمضني
من مضيض الداء قال الحلم غط

كل يوم رحم منبوذة
كَرَؤومِ البَوّ عَضْبَاءَ تَئِطّ

مَطْرَحَ الشَّنّة ِ قَدْ أيْبَسَهَا
قدم العهد بعاميّ الاقط

يَسْألُ البُقْيَا، وَقَدْ أحمَيتُهُ
ميسماً لو مر بالطود غلط

صَدّقَ الوَاشِينَ، فِيمَا زَعَمُوا
فنأى بالود عني وشحط

لا أرَى الجِنّ وَأفّاكاً بِهِ
في دُجَى اللّيلِ، وَلا الوحيُ هبَطْ

نَفثَة ٌ مِنْ وَاغِرٍ جَمْجَمَهَا
فيك، لَوْلا اللَّهُ وَالحِلْمُ قَنَطْ