فنار - محمد العلي

واقف يتهجى الأساطير في لغة الموج
عما مضى
يتملى الزحاف الذي لا يكاد يبين على رقصه
حين تعدو الرياح
و ينزف من قلبه لمحات من الضوء و الشوق
للقادمين
و من الدمع للذهبين إلى حيث لا تؤمن البوصلة.
و بعينين لا تعرفان التلفّت
يبكي بدمعٍ خفيٍ على كل غرقى البحار
و على الغارقين على الرمل
من دون أن يشعروا بالغرق.
و العابرون على (السيف) لا يأبهون
لحمرة ادمعه، و هو في البعد، يبصر أن السفينة
يصارعها الموج
ولا بالفرح هي تصرعه.
تمر النوارس من حوله
فيكحل عينيه من فرح الماء
يتقطر من ريشها.
قل لي الآن،
كيف تجيد الوقوف بلا أمل مثل نخلة
أيها الشاعر المتوحد
يشعل أشواقه لحفيف الغصون البعيدة
فتبعد .. تبعد أكثر
فيبكي
و يمضي يسامر ظله.