الموت من الداخل - محمد المنصور

السراديب قبورٌ في فمي
يضحك الجِنّان في أشداقها
تعلك الحمى وتلقي بالطمي
من دمي
وعلى هجعتها
صرّح المجداف في شرّة عيش الظُلّمِ
مستهل في اشمطاط الصبح يغزو الميمنهْ
والجناحان يطيران وتهوي الألسنهْ
في السنين الآثمهْ
كمموا أفواههن السود بالصم الصلادْ
فرقوهن سبايا في البلاد
والعباد
أرضعوا سمّ الدجى أقدامهمْ
أطعمـوا أمواتــهم أظـفارهـمْ
يغتويني
... سلم الرجفة شوقاً أعتليهْ
أسأل العراف عن أفعى أتتني يوم ريحْ
أحكمت في مشفر الناقة ماضيها
ونجّتني من الصبح الجديدْ
كنت أدري أن هذا زمن ليس زماني
تسكن الظلمة في قلبي وتستهوي لساني
أنزوي في لحظة العمر وفي العمر ثواني
عن أناس سرقوا سيفي وباعوا لي حصاني
أجمعوا أمرهمو بين العشاءين على غنج الغواني
كنت فيهم حبة الخال بأوجاع الضميرْ
إن يريدوني أزيّنْ
كتف الليل فلليل بقيهْ
فوق أجفان فتاة عربيهْ
أشعلُ العشق بخديها وأسلوها فتلقاني سبيهْ
في يدي مصباحها يغتابه النور وتخشاه المنيهْ
يتدلى فوق رأسي
لم أجد رأسي ولم ألقَ الصبيهْ
رب رأسٍ نازحٍ عن جسدالموت حبيسْ
رب نارٍ أشرقت من مغرب الشمس
..... وحياها الجليسْ
يستحرالحقد في تفتيت عينيها
وتـلـقـى اللـه بـي
كالذي مرّ على قبرٍ فألفىَ جسدهْ
ساكناً فيه وألفى ولدهْ
مغمض اللوعة في وجه السنينْ
والهوى العذريّ في أعطافهِ
أزرق العينين وردي الجبينْ
رادني الفقر على أبوابهِ
فتسلقت الدِّما خيط دخانْ
وتعريت هضابهْ
وتعشقت رضابهْ
ولي الدنيا كظلين تفيأنا سحابهْ
نشتهي الرقص على ساق جرادهْ
يجتوينا الليل نلوي عنقهْ
يحتذينا ظمأ الخصب على خصرٍنحيلْ
يزن التمرة بالجمرة يرضى بالقليلْ
مثلما ترضين بالشهوة تقتص الرقابا
كنت وحدي
هائما أقتص من جسمي العذابا
وأنا والشك والغيرة في يوم ولدنا
وترعرعنا وربينا الذئابا
في اخضرار الصخر في حمرة عين الديك
تطويها الوهادْ
ضمّر يفلقن هام الصخر في أفلاكهِ
يتناسلن على أشلائه
تشتهيهن الشهبْ
يتطايرن رماداً في الكتبْ
ذرة الماء كفنْ
رب قبرٍ مُرتهنْ
أقتل الميت فيهِ
أقتفيهِ
يوم كان الصمت خيراً من أخيهِ
غيراني٠٠أنا والذل هنا مخشوشبانْ
نرقب الفجر غداً يأتي
ويأتي القارظانْ
يدنيان القبر مني
يفنيانْ
أحمل القبرأغني في أمانْ
داني دانْ
داني دانْ
يا زمانْ
.
1984