من الظلم ان نتعاطى الخمارا - الشريف الرضي

من الظلم ان نتعاطى الخمارا
وَقَدْ سَلَبَتْنَا الهُمُومُ العُقَارَا

وفينا شآبيب صرف الزمان
تَرَّوَى مِرَاراً وَتَظْمَا مِرَارَا

تخيرني عفتي والغنى
وَمَنْ ليَ أنّي مَلَكْتُ الخِيَارَا

وَلَوْ أنّ لي رَغْبَة ً في النّوَا
لِ أجْمَمْتُهُ، وَاجتَديتُ البحارَا

وهون صولته انني
ارى العيش ثوب بلى ً مستعارا

فما اركب الخطب الا جليلا
وَلا أجْذُبُ الأمْرَ إلاّ اقْتِسَارَا

وكنت اذا ما استطال العدو
نثلت عليه القنا والشفارا

وكم لي الى الدهر من حاجة
ابل بها ذابلاً أو غرارا

تُجَرّ إلَيْهَا ذُيُولُ المُنَى
وَيَخْلَعُ فِيهَا الزّمَانُ العِذارَا

وَيَوْمٍ تَخَرّقْتَ فِيهِ السّيُوفَ
وَخُضْتَ إلَيْهِ الدّمَاءَ الغِزَارَا

اثرت العجاج عليه دخانا
واضرمت من مائر الطعن نارا

وعانقت من بيضه في النجيع
شقيقاً ومن سمره جلنارا

ولية خوف شعار الفتى
يُصَافِحُ بالسّمْعِ فِيهَا السّرَارَا

أبَحْنَا حِمَاهَا أكُفَّ المَطيّ
حتى انتهبنا الربى والجرارا

وَأرْضٍ مُقَنَّعَة ٍ بِالهَجِيـ
تنضو من الآل عنها خمارا

هَجَمْتَ عَلى جَوّهَا بِالرّمَاحِ
تبني من الطل فيها منارا

فما ارتعت من شعبات الحمام
وَلا خِفْتَ فِيهِ لأِمْرٍ خِطَارَا

وفللت من جنبات الخطوب
بعزم اذا جار دهر اجارا

ومما يحلل ذم الزمان
نِ إقْصَاؤهُ المَاجِدِينَ الخِيَارَا

أسَمْعي ذُؤابَة َ هَذا الأنَامِ
دُعَاءٌ يَجُرّ عَليّ الجِهَارَا

ثقا بالاله فان الزما
ن يعطي امانا ويمطي جذارا

وَلا عَجَبٌ أنْ يُعِيرَ الثّرَاءَ
فالمجد اكرم من ان يعارا

اذا سالم الموت نفسيكما
فَبَعْثَرَ للذّلّ فِيهِ وِجَارَا

اصابتكما نكبة فانجلت

ودهر يرد علينا العلاء
ءَ، أجدِرْ بهِ أنْ يَرُدّ الغُفَارَا

ألَمْ تَرَ يا مَنْ رَمَتْهُ الخُطُوبُ
يمينا تنازعه أو يسارا

وَمَنْ خَوّضَ الدّهْرُ مِنْ مَالِهِ
قَوَارِحَ أحْداثِهِ وَالمَهَارَى

وَمَا أكَلَ الخَطْبُ مِنْ عِزّنَا
وكنا له سلعا أو مرارا

بنينا مصاد العلا مصمتا

عقدنا بباع الردى ذمة
فحل الذمام وفض الذمارا

وَنَحْنُ نُؤمّلُ أنّ الزّمَانَ
يَرُدّ الّذِي مِنْ عُلانَا استعارَا

ونملك اعناق احداثه
فنلبسها مسحلاً أو عذارا

وتجلو غمايمها عنكما
هموماً تظل القلوب الحرارا

وَيُعْطيكُمَا اللَّهُ نَفْسَ الحَسُو
رقاً مسلمة اواسارى

وَيَرْجِعُ شَانِيكُمَا شَاحِباً
ينفض عن منكبيه الغبارا

ومن قمر الدهر امواله
قضى جده ان يرد القمارا

وَحَسْبُكَ كَيْداً يُمِيتُ العَدُوّ
أنْ يَطْلُبَ الذُّلُّ مِنكَ الفِرَارَا

لئن جلتما فيمكر الزمان
فَبَوّاكُمَا مِنْ مَداهُ العِثَارَا

فَمَا يَقْرَعُ الجَهْلُ إلاّ الحَلِيمَ
ولا ينكث الخرق الا الوقارا

تفرق مالكما في العدى
وشخصكما واحدلا يمارا

وَلَمْ ألْقَ مُنْفَرِداً في الزّمَانِ
يُسَائِلُ عَنْ إلْفِهِ: أينَ سَارَا

سأنتظر الدهر ما دام لي
بوَعْدٍ وَأسْأرُ عِندِي انْتِظَارَا

لحَى اللَّهُ دَهْراً كَثِيرَ العَدُوّ
حَتّى الظّلامُ يُعَادِي النّهَارَا

تَصَفّحْتُ أوْجُهَ أبْنَائِهِ
فَلَمْ يَجِدِ اللّحْظُ فيهِمْ قَرَارَا

رأيت الصباح يذم المسا
ءَ ذَمّي، وَيَكْرَهُ مِنهُ الجِوَارَا

وَيَشْحَبُ فِيهِ عَلى أنّهُ
يبدل في كل يوم صدارا

فكونوا كما انا في النائبات
آبَى معَ القَدْحِ إلاّ استِعارَا

فَمَا غَرّني جُودُهُ بالثّرَاءِ
وما زادني منه الا نفارا