الرحى - محمد المنصور

تخِزُ العمياء جلداً خارجاً من جلدها
ترتمي خلف المسامات خيولا
تخِزُ الأرض بأطراف السنابكْ
ظاهر الأيدي غرابيلٌ تدلّت في المشابكْ
ظاهر الأيدي شبابيك تعرّت
... من نبوءات المهالكْ
تسترد السيف مبتلاً وقد نامت على أضرحة القوم المعاركْ
والرحى تعرك كفيها وتستلقي على أرصفة التيهِ
... وتشتلّ شعوباً وممالكْ
والرحى تحتقر الحَبّ وتصطاد العصافير
... وتجتاب المسالكْ
خلفها يرتجف الطين ويبني بيتَهُ من ظل مملوكٍ ومالكْ
والرؤى تحرم صعلوكاً من الموت على برْد الضلالاتِ
... ويستسقي حميماً ويبارك
مستفزاً دمعَهُ يغتابهُ
... في مهمهٍ جثْل الذراعين
.. وعظم الساق حالكْ
إن بكى تضحك منه البيدُ
تعويْ في بنيْها
تستطيب النار مغشيا عليها
تشأز الناقة من طِيْبِ المباركْ
يعتلي الساق الى صرحٍ
يشد الجنَّ من أدبارها
يستبزّ السمع يُلقي بالنيازكْ
للعصا تقذف بالسمّ ويدميها الحصى
تفتل الحبل طوىً تأكلهُ
يأكلها
... ترتد فيه قبَصَا
يستبيح الأرض شمطاءَ تواري
...عورة الشمس بأطرف المناجلْ
عاجلاً يمطرها السوس شآبيب الردى
عاجلاً يقتنص الموت بعينيها غلاماً أمردا
أنفه سيفٌ بأحشاء السحابه
يُرهِبُ الجنَ ويخشى من ذبابه
تشطر الشفرةَ من مبسمها
تنثني خلف الذراعين ورأس الرعد مائلْ
دمه يرعش من فوق الجدائلْ
دَمُهُ يقتلع الأكتاف يلقي بالحمائلْ
يتلثمْنَ بأستار المرايا
كالعرايا
والدجى يفترع الشمس ويلوي بالجديلهْ
جرّها كالشاة
والعين على الأفق
وأقدام ثقيله
تَسِمُ الأرض بمعتزّ الخطايا
تحمل الأرض إلى أرضٍ بديله
وتسمي طفلها خير البرايا
وتسميني جميله