الساكن في الضمير - محمد المنصور

شاهدته حمامة بلا جناح
تأكل عينيها أسىً
حروف حظها السجين في صحيفة القدر
يتبعها الصيادُ
يستريح من تعب
يلعنها بناظريه في برود مزدرى
تلفها الشباك
تبدو
تختفي
تنوح من ندم
تطير في ديمومة السنين
* * *
شاهدته ريحا مضت
تغتابها الأمواج
تشتمها مراكب الصراع
وطيفها الغريب من بعيد
يبدو ويختفي
في داخل الهواء من هلع
* * *
ياسامعا خفق قلوب السمك القابع في جوف المحيط
الله لك
من خاتم في كف يمنى ناظريك
تسلبه
قرارة الأمواج
تسمعه
يهدر في الأعماق
ترهبه
أعاظم الحيتان
فشمري سواعد البحر عن الجد
وقولي للقرون
لكل ذاهب إياب
ومالك التاريخ لا يغيب
من ترهب البحار سطوته
يصيح في أعوانه العظام
عدوكم أمامكم
والبحر من ورائكم
لا بد أن يعود للحياه من جديد
يأتي على صوت الرياح
يجلو عن الخاتم أدران الصدا
يضمه في راحته
يعيد للزمان هيبته
قبل الصباح
.
١٩٧٩