البـيّاتي - محمد المنصور

من مطلع الفجر البعيدْ
اقبلتُ اسأل عنك ساعية البريدْ
قالت مضى
ومضيت أبحث في دمي
حتى تقيّأني الوريدْ
من مطلع الفجر البعيدْ
ودّعتُ كلّ صواحبي
وتركتُ إرثي للعبيدْ
ومضيت يتبعني قطار في المدينةْ
يرتاد كلّ مفاصلي
وتزورني كلل العذابِ
تفرُّ من ظلم المدائنْ
حرّى وتسكن في الجسدْ
أحدٌ ... أحدْ
والليل بائنْ
والصبح في قبب المآذنْ كالرطب
أحلى .... كصوتك ياحليمهْ
يرتدُّ جوف القلب غيمهْ
كالنّور أبيض من حمائمْ
تهفو الى غارٍ
ونامت فوق خيمهْ
قُلْ لاتُراعيْ ... إنّ نسواني لُعَبْ
قل لاتُراعيْ ... إن سيفي من خشبْ
وكأنّما عيناك مرضعة اللهبْ
تجتر أضلاع الحطبْ
وتنوشُ أروقـة البلَدْ
أحدٌ ... أحدْ
والصخرة الصمّاء تلهث في كبَدْ
أُرخي لها حبل الضميرِ ... تشدّني
وأشدّ حبلاً من مسدْ
أحدٌ .... أحدْ
إلا الديار فإنها فيض الزبدْ
*
1995