لعلّ زماناً بالثوية راجع - الشريف المرتضى

لعلّ زماناً بالثوية راجع
مضَى وهْوَ في قلبي مدى الدَّهر رابعُ

تذكَّرْتُ نجداً ذُكْرَة ً فكأنما
تحمل رأسي مائل الرأس ظالعُ

تعرَّقَتِ الرَّوحاتُ منه فَصيلَهُ
فماهو إلا أعظمٌ وأضالعُ

وكيف بنجدٍ بعد أن مطينا
تسادَكُ بالغَوْرين منه الأكارعُ

يطأن الرُّبا وطء النزيف فكلّما
هبطن الرُّبا سالت بهن الأجارعُ

خليليّ هل رمى البلاد إليكما
برَحْليَ ممَّا شَفَّني اليومَ نافعُ 

وهل لي إلى من كنت أهواه منكما
وقد حرَّم الواشون جَدْواهُ شافعُ 

عشيَّة َ أغْرَوْا بي العيونَ وَسطَّروا
منَ الوَجْدِ ما تُمليهِ عنّي المدامعُ

لقد ضلَّ قلبٌ باتَ في كلِّ ليلة ٍ
يُصادي بُنيَّاتِ الهوى ويصانعُ

يصدُّ ويدنو بينَ يأسٍ ومَطمعٍ
فلا هو وصَّالٌ ولا هو قاطعُ

فقل لأسيلات الخدود أتيننا
يخادعْنَ منِّي صاحباً لا يُخادَعُ

أرَدْتُنَّ قلبي للهَوى وهْوَ مُتعَبٌ
فما فيه إِلاّ ما تجرُّ المطامعُ

وقولٌ أتاني معرباً عن مودة ٍ
فجاء كما كانت تشاء المسامعُ

وَلوجٌ إلى قلبي عَلوقٌ بخاطري
كما علقت بالراحتين الأصابعُ

مديحٌتولّى الفكرُ تنميق نسجه
وليس كوشيٍ نمقته الصوانعُ

كأنِّي لما أن مشت في مفاصلي
حمياه في نهي من الخمر كارع

فيا عَلَمَ العلم الذي يُهتدَى بهِ
كما في السُّرى تهدى النجومُ الطوالعُ

وألقيت منّا في مديحٍ نظمتهُ
على كاهلٍ لاتمتطيهِ الصَّنائعُ

ومثلُك من قد كنتُ قبل وصالهِ
أحِنُّ اشتياقاً نحوَهُ وأنازعُ

ولمّا رآني الدّهر لا أرتضي له
صنيعاً كدت منه عني الذرائعُ

سقاني بك العَذْبَ الزُّلالَ وإنَّما
أطلتُ الظّما حتّى حلت لي المشارع

وقد كنت لا أرضى نصيباً أصبتهُ
فإنّي وقلبي اليومَ منكنَّ وادعُ

إذا ما رعاك اللهُ لي بحفاظِهِ
فلستُ أُبالي أنَّ غيرَكَ ضائعُ

وما ضرَّ مَن فارقتُ من كلِّ نازحٍ
وقد لفّ لي شملاً بشملك جامعُ

فدونك قولاً جاء عفوَ بديهة ٍ
وإن مقالاً لو تعمدت واسعُ