قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا - الشريف المرتضى

قرّبا منّى َ القلاصَ العتاقا
وخذاها رحلة ً وفراقا

ودعا عنّى أنّى حليمٌ
ربّ أمرٍ ضقتُ عنه وضاقا

عصفتْ بى عنكما عاصفاتٌ
ويقيمُ المرءُ فيما أطاقا

لستُ أرضَى منكما برفيقٍ
حسبُ نفسي قد سئمتُ الرِّفاقا

موثقاً كنتُ حياءً وحلماً
فاتركانى قد قطعتُ الوثاقا

لا سقى اللهُ شعابَ خلافٍ
لم أُصِبْ قطُّ بهنَّ وِفاقا

وإذا البرقُ حداهُ ركامٌ
فحماهُ اللهٌ تلك البراقا

ليس قلبي يا خليليَّ مِنِّي
إن " نزا " شوقاً إليها وتافا

غيرَ هذا الحى ّ علّق ودّى
وسواه هاج قلبى وشاقا

كلَّ يومٍ فى صفاتى ثلومٌ
سوفَ تقيكَ ردى ً أن تُذاقا

واعتراقُ النّحضِ من عارقيهِ
جعلَ العرقَ سريعاً عراقا

أعِراقٌ أنتَ فيه أميمٌ
فاتَّخذْ غيرَ العراقِ عِراقا 

إنّ بالزّوراءِ دارَ أناسٍ
أُنْشَقُ الشّرَّ بها وأُساقى

سجنونا بينهمْ ثمّ نادوا :
لا تروموا من يدينا أباقا

عجّل الله فراقى َ قوماً
تركوني لا أَذمُّ الفراقا

أنا فى كلّ وقاحِ المحيّا
لايريكَ الوُدَّ إلاّ نِفاقا

إنْ كبا عن تَلْعَة ٍ للمخازي
نزعَ العِرقُ به فتَراقى

معشرٌ إنْ خبروا فغصونٌ
حَسُنَتْ مرأى ً ومَرَّتْ مَذاقا

كلّما زِدتُهُمُ من جميلٍ
زدتُهمْ مَقْلِيَة ٌ وشِقاقا

وإذا عاتبتهمْ أوسعونى
كلماتٍ أوسعوها اختلاقا

نَتَلاقى وسقامُ قلوبٍ
لا نداويه بأنْ نتلاقى

أمِنَ الأشجانِ كنتُ خَلِيّاً
حين حادي الذَّوْدِ زَمَّ وساقا 

قاد قلبى منهمُ أحوذى ٌّ
رشَّحوهُ ليقودَ النِّياقا

قلْ لمنْ عانقني ثمَّ ولَّى
سوفَ أحيا لا ألذُّ العِناقا

عَجِبَ الرَّكبُ ضُحى ً يوم بانوا
كيف لم " نزدْ " هوًى واشتياقا

ثمّ قالوا: نحن نعتدُّ عذراً
إِنْ تفرَّقْنا وعشتَ فَواقا

قد أفاقَ الواجدون وملُّوا
والذي يَهواكُمُ ما أفاقا

ليسَ عندي لسواكمْ خَلاقٌ
فاجعلوا عندكمْ لى خلاقا

نحنُ قومٌ في ذُرا باسقاتٍ
ضربَ العزُّ عليها رِواقا

نقتنى إمّا رماحاً طوالاً
للأعادي أو سُيوفاً رقاقا

في خيامٍ للقِرى ماثلاتٍ
ر طتْ أطنابهنَّ العتاقا

وإذا ما جُلْتَ حول فِناءٍ
فاق مَنْ نُؤْويه منّا ففاقا

لم تجدْ إلاّ مجرّاً لرمحٍ
أو نَجيعاً من عدوٍّ مُراقا

ونمتنا من قريشٍ بدورٌ
طالعاتٌ لا تُخافُ مُحاقا

لبسوا المجد فإمّا رداءً
سَحبوا هُدّابَهُ أو نِطاقا

" قد خلونا " بعدكمُ بالمعالى
نَتعاطاها كؤوساً دِهاقا

لم يَعُقْنا عن بلوغ الأماني
فى المعالى ما ثناكمْ وعاقا

عجَّ هذا الدّهرُ ياقومُ منَّي
كعجيجِ الفحلِ أمَّ الخِفاقا

كلمّا ثبطنى عن مرامٍ
زادني ضِنّاً به واعتلافا

إنَّ للدُّنيا حِبالَ غرورٍ
فاخترقها تنجُ منها اختراقا

من أراد العزَّ فيها مقيماً
فلْيُبِتْها كلَّ يومٍ طلاقا