إغــراء الحُب - محمد بن علي السنوسي

سلوا راحَ عينيها ووردَ لماها
متى علِمَت أني صريعُ شذاها

فقد حرمتني نفحها وابتسامها
ورقةَ نجواها وحلوَ جناها

وبات يعنّيني هواها ودَلُّها
وتُسهرني أطيافها ورؤاها

وقد كنت آتيها فيهتزّ فرعها
طروباً كما هزّ الغصون صباها

وتصدح عيناها لحوناً وتنتشي
أحاديثها رفافة ولُغاها

وتضفي عليّ السحر والعطر والمنى
وتمنحني أنفاسها ونداها

فأصبح يغريها بي الحب أنني
أحب وأني لا أحب سواها

تصدّ إذا أقبلت زهواً وتنثني
وتمنعني حتى رخيم صداها

ولو علمت أني ضحاها وفجرها
لما احتجبت عن فجرها وضحاها

فلولا أغاريدي لما رفّ حسنها
ولولا أناهيدي لجفّ صباها

فيا واحة الصادي حناناً ورقة
لقد ظمئت نفسي وأنت حياها