قصائد المخاض - محمد حبيبي

- فـتى -
في الطريق إلى الفيصلية *
فنارٌ لأحلامنا
ومأوى قطيعٍ من النوق
قرب السَّلام تساقط تبراً
نشكِّله مرمراً ورخاماً يزيد بهاء البيوتْ
وئيداً أخبُّ إلى صفِّنا
بخارطتي* دفترالواجب المنزليِّ وكسرة عيشٍ
مع الزمزميةْ
ولأني فتىً طيبٌ شاكس الأشقياء خطايَ
لأمنحهم كسرتــي ثم أندسُّ في دفء فانوس أمي
تطرِّز بي صوتها :
( يانوم إِيجَــــهْ من أَمْ حَرِيجَـــهْ
في عيون ولْدي أغده وإيجــــــهْ
يا لله طلبـتـــكْ منك الهدايــــــهْ الهدايــــــهْ
طـــه ويــــــس وكلَّ آيــــــــــهْ)
تحسُّ بأني فتاها الذي يرقب الصحو
يفضح زيف المدينة
- تـيـنـة -
كان في بيت جدي تينةْ
أقـبِّـل أغصانهــــــا مرةً
وأجرِّحهــــا خفيـــــــةً
ليسيل الحليب البهيُّ
عـــلى جذعــــهــــا
فأبكي على التينِ
أبكي على بيت جـــدي
على الطفــــــــل
في داخلي
يـ
خ
ت
ف
ي
- الرَّيـْــن -
للحقول براءتها أينما وزَّعـتها
على الدَّوم
أوشجر الرين
آه يا شجر الرينْ
كنا صغـــــيرينْ
أعلِّمهــا
صنعَ فـقَّـاعةٍ من ورقْ
رسـم قلبٍ به عاشقينْ
أول حـرفٍ من اسمي
ومن زهرة الرين عقداً يضيء ضفيرتها
أهِ يا شجر الرين
ها نحن عـدنا غـريـبـيـن
وها أنت مغتربٌ
مثـلـنـــا 0
- حَمَام -
في باحة الدار
كنتُ أربِّي الحمامْ
ذات قيظٍ
تطاير حتى تجاوز صندوق جـــاري
فأدركت أن الحمام يحب الهواء نقـيـاً
وأني اختـنـقـت بجـو القفص
- عـلـوان -
فتىً أخضرٌ لا يملُّ الحياة
ويمنحها مقلتيه كفردوسةٍ شــــاردةْ
يسـتـلُّ مزودة الماء / ناياً عتيقاً وإبريقه المتفحِّمْ
تلـبَّـسَ سمت الرعاة إذا غـبَّـشـوا بالمواويل
والدندنات الحزينةْ
يهيم بفاتنةٍ شبَّ من خصرها العنفوان
إذا دغدغ النايَ إصبعه رقصت غنم الحيِّ منه
فتبكي الفـتـاة كثيرا
وحين يهـلُّ الغروب يخاتلها
دسَّ في حزمةٍ من قصــــبْ
شيـحـاً وزعترْ ؛
ثم طَّوقـهـا بالسّــــكــــبْ 0
ـــــــــــــــــــــــــ
* مدرسة
* حقيبة من القماش