صور - محمد حبيبي

1ـ مودّعه
إلى/ أحمد
وهْيَ تهفُّ ذباباً
تحلَّقَ إبريقَ شايٍ حنون ،
وهْيَ تنفخُ لهفتها ،
وهْيَ تبرِّدُ رشفَتَه بفناجينَ مرْبوشةٍ ،
وهْيَ توغلُ وسْطَ حقيبتهِ رزْمةَ
العشراتْ ، مدْلوكةً عنبراً ،
وهْيَ تنتِفُها بين … ملتَطِمَيْنِ بحرْقَتِها ،
وهْيَ تُدَفِّي ارتعاشَ ملابسهِ
ببخور أصابعها
وهْيَ تشتمّ علاقةً فارغهْ
وهْيَ تربِطُ أحشاءَها
وتلُفُّ بـ"خُنَّـتِـ"ـها وَجْنَةً
ثلَّمَتْها المساريبْ ،
وهْوَ ينسلُّ من حضْنِها
وهْيَ ترفو اصطفاقةَ نَعْلَيْه
" ودَّعْتَ بَكْ ربي "
2ـ علي حبيبي
تزهرُ الدارُ
وحْشَتَها
كلُّ ركنٍ
يطقْـطِـقُ
فيه حنينٌ
لأنفاسهم تترنَّحُ
فوق البلاطْ
علَّقوا ضجَّةً
بالجدارِ
تلوِّحُ من غبرةٍ
في المرايا
عيونٌ مسمَّرةٌ
ذي المشاجبُ ،فارغةً،
صندلٌ بالخِزَاناتِ
يهجرُ أخشابَها
حوضُ الزهورِ
يرَاوغُ نتفَ
مواضِعِ قُبْلاتِهمْ
مُـبَخَّــرَةٌ ،بجراحاتها،
ما يزالُ يجُــسُّ
الشراشفَ غيمُ أصابِعِها
في السريرِ وحيداَ ،ينامُ،
يلــــمُّ مواجِعَهُ :
: لن أشاجرَهمْ ثانياً
لو همُ ...
بل
أصبُّ
عيوني
نشاءَ
"مرازيبهم"
.