غيرة - محمد حسن علوان

غاري إذا شئتِ وقومي.. مزقي
كتبي.. وأوراقي.. ولا تتراجعي

ثوري عليّ كقطة وحشية
لا تخدعي ببراءتي.. لا تخدعي!!

هي صورة خبأتها.. فتمردت
في قلب البوم.. قديم.. قابعِ

لحبيبتي الأولى.. أجل لحبيبتي
كم ظلّ هذا السر يحرق أضلعي!

أولى مدائن حيرتي.. وتمزقي
وتشردي .. وتصوفي.. وتولعي

للمرأة ال(سحقت) عظام كآبتي
وتغرغرت حتى الصباح بأدمعي

لا لم تريها قط.. راحت قبل أن
تأتين .. في الزمن الجميل الضائعِ

كانت هنا.. ما زلت أذكر همسها
وسهومها.. وبكاءها.. وتوجعي

إحساسها المنثور فوق حروفها
ما زال يمطر كالشتاء الدامعِ

خرجت من المرآة قسوة حسنها
وغزت ضفائرها الطويلة مخدعي

تنساب مثل البرد بين ملابسي
وتميل مثل الريح فوق مزارعي

كانت هنا.. ما زلت أسمع صوتها
وأضمها- مثل السراب- بأذرعي

في بيتنا هذا.. سقتني نغمةً
للحب.. لم تخفت.. ولم تنقطعِ

سحر القصائد في الزوايا.. لم يزل
في كل ركنٍ منه ذكرى مطلعِ

فلتسألي الشباك عن سهراتنا
كم بُعثر الحزن.. ولم يتجمعِ

فلتسألي المذياع عن آهاتنا
ودموعنا لحقت بآخر مقطعِ

لا تسخري في الحب من أسلوبنا
لا يفهم الحمقى.. شعور المبدعِ

لو لم تكن ذهبت.. كأية موسمٍ
ما كنتِ أنتِ الآن ساهرةً معي!!

***

هذا البكاء يثيرني.. فتوقفي
مللت صوت نشيجكِ المتقطع

عبثاً صراخكِ .. سافرت محبوبتي
وعطورها في داخلي.. لم تنزعِ

كانت تشارككِ الشفاه فغادرت
والآن أنتِ وحيدة في مضجعي

جسدي أنا.. لم يبق من يرتاده
إلاكِ.. فاشتعلي به.. وتمتعي!

يا أتفه امرأةٍ رآها ناظري
طول النهار تنقُّ مثل الضفدعِ

مغرورةٌ أنتِ.. فكيف ظننتي
كالغيمة البيضاء.. دون زوابعِ

من أنتِ يا حمقاء حتى يرتمي
قلبي أمام دلالكِ المتمنعِ

سحقاً لحسنكِ لم أكن متقيداً
يوماً بغير مشاعري.. وتطلعي

ما كنتُ أجرؤ أن أقارن بينها
يوماً وبين غرامك المتصنعِ

ولحبكِ الجسدي شكل سريرنا
ولحبها شكل الجهاتِ الأربعِ!

في نار رغبتك احترقتُ كقشة
يا شهوةً موصولةً لم تقطعِ

شفتاكِ تمتصان صدري كله
ويداكِ تخترقان حتى أضلعي

هل مرةً حاولتِ أن تتفهمي
أني أمل من الغرام الجائعِ!

أمل من حب بلا روح وكم
أشتاق للحب الرقيق الوادعِ

لطريقة العشق التي برعت بها
فنانتي..حتى أسالت أدمعي

هي علمتني كيف تنزل نجمة
لتنام مثل الطفل فوق أصابعي

هي علمتني لذة المشي على
حزن الرصيف، على بكاء الشارعِ

هي صورتي الأخرى التي ضيعتها
وظللت أخفي عنكِ نار توجعي

لا ترجع الأنثى.. متى ضيعتها
ما أروع الأنثى.. إذا لم ترجعِ!!