موسم الصمت - محمد حسن علوان

ما تكتمين؟، طَوَت عيناكِ آفاقي
وطافتا في خشوعٍ.. بين أعماقي

كشمعتين .. يمصّ النور عمرهما
أضاءتا بحياءٍ.. ليل مشتاقِ

نزلتِ في وحشتي.. في أوجِ معركتي
مع الظلام الذي يحتلُّ أنفاقي

وغرفتي ضَجَرٌ مرٌّ.. وساعتها
تدقُّ معلنةً خوفي.. وإرهاقي!

منذ ارتمى الليل في أحضان ذاكرتي
وأنتِ حوليّ.. راقٍ عاده راقِ!

خوفي يحدّقُ في عينيكِ.. واتّسعت
لموسم الصمتِ هذا أرض أحداقي

إني أفتّشُ عن حزنٍ يشاركنا
وعن كؤوسٍ لجرحينا.. وعن ساقِ

نذرتُ للرحلة الخرساء قافلةً
فأهلَكَ الليل أنعامي.. وأرزاقي!

ما أثقل الصمت حين اشتدَّ ساعده
وأوجع الشمس إنْ غصّت بإشراقِ!

ما تكتمين؟ تُرى.. يا طفلةً سَكَبَت
دموعها الزرقَ في ديجور أوراقي

أكلتِ من دفتري.. شربتِ من قلقي
أيقظتِ قافيتي الوسنى.. وأشواقي

رميتُ رهن ذهوليْ بعض أسئلتي
وبعضها كامنٌ من خلف إشفاقي!

وقفتُ دونكِ.. والغاباتُ تسكنني
وضِعتُ ما بين أوجاعي.. وترياقي

ما تكتمين؟، أجيبي.. إنني رجلٌ
منحتكِ الحزن.. والأحزان ميثاقي!

بكاؤكِ الخصبُ مجدولٌ بأوردتي
كم مرَّ في بلدتي.. واجتاز أسواقي!

كم صبَّ في كأسِ أحلامي.. وعتّقها
واقتات مثل خروفٍ غشب أعماقي

كم عمركِ الآن؟ لا.. كم عمر مَظْلَمةٍ
تَرَكتكِ مفجوعةً في عمركِ الباقي

.................

لوذي بصمتكِ.. قد تؤذيكِ أسئلتي
قد يقتل المرءُ طفلاً.. خوف إملاقِ!

__________

الرياض

7 ديسمبر 2001