على الطاولة - محمد حسن علوان

ماذا ترى لو يعلمونْ ..
هؤلاء الجالسون
جوارنا..
والواقفونْ ..
حول طاولةٍ تحفُّ
بها المشارب.. والصحونْ
زوجكِ المشغول بالأكل
هناك ..
وزوجتي ..
والآخرونْ !
يتحدثون .. ويلغطون ..
ويأكلون .. ويشربونْ ..
لا يلحظونْ ..
أنـَّا هناك ..صامتونْ !
نتبادل النظراتِ في قلقٍ
ونأكل .. في سكونْ !
ونقلـِّب الذكرى التي..
أكلت دفاترها السنونْ !
* * *
لا تتركيني !..
خلِّي عيونكِ تستقرُّ
على جبيني..
عدِّي حبيباتِ العرقْ !
اقرأي ضعفي..
ويأسي..
وشجوني !
وتأملي الأحزان في
لون عيوني !
هل ذلك الرجل الذي
قد كان يعشق..
في جنون ِ !
لا تطرقي ..
لا ..تتركيني ..
مرِّي على جوع شفاهي..
انفضي منها غبار
الملح..
أو .. عفن السكون ِ !
ألقي عيونكِ في
ضياع يدي..
ناجي بكاء أصابعي
الملقاة ما بين الصحون ِ !
تأمليني..
ألقي الحنين .. على الحنين ِ !
خلِّي عيونكِ مثلما
باعت قديماً ..
تشتريني !
* * *
هذه .. هي زوجتي !
غيورة ٌ جدا ً ..
تكاد تغار من أمي
وباقي اخوتي !
تأملي نظراتِها ..
نظرة ٌ جهة النساء ..
ونظرة ٌ .. جهتي !
ماذا ترى لو علمتْ ..
أن جارتها على الكرسي..
كانت .. فتنتي !
وأنا شربت كثيراً
قبلها ..
من شفتي !
وأنني ما زلت أخزن
عطرها ..
في رئتي !
وأنها ..
لولا ظلام دروبنا..
كانت ستصبح .. زوجتي !
* * *
عيناكِ ذابلتان
يا عمري..
ووجهكِ شاحبُ !
أين في عينيكِ
ذاك الحلم ..
ذاك النور ..
ذاك القاربُ ؟
أين شمسا ً ..
كنتُ أحسب أنها..
لا تغربُ !
ما بال دمعكِ
بين جفنيكِ ..
يروح .. ويذهبُ !
كنتُ أعلم أنه
رجلٌ .. دنئ ٌ .. كاذبُ !
فبأي ربح ٍ .. بعتِني
من أجله ..
وتركتِني أتعذبُ !
عامان مرَّا
من زواجكِ منه..
هذا الثعلبُ !
فهل فهمتِ الآن
أن الحب .. ليس يُركـُّبُ !!
أنا لست أشمت فيكِ ..
لكني .. جريحٌ ..
غاضبُ !
فلتبكِ عمركِ ..
ضاع في منفاه ..
واحترق المدى ..
والكوكبُ !