هموم شاعر - محمد حسن علوان

دوِّني الصمت.. وهات المحبرة
أفرغي السائل حتى آخره

ملّتِ الأقلام من شكل يدي
فاكتبي لي.. فقد فقدتُ المقدرة!

بعد أعوامٍ من الحزن.. أنا
لم أزل فيه.. بنفس الدائرة

يبصق الناس على الشعر إذا
عاود المعنى القديم.. وكرّره!

***

كيف أكتب؟.. إن ما يعجبهم
ليس تدركه قوايَ الخائرة

كل ما أفعله أني إذا
هدَّني الذنبُ.. سألتُ المغفرة!

إن حزني عادةٌ.. سيئةٌ
سكنتني.. منذ سن العاشرة

كلما حاولتُ.. خارت همّتي
لست أدري كيف لي أن أهجره

***

كتب الحب التي أحفظها
لم تزل محفورةً في الذاكرة

قد شربتُ الوهم من أوراقها
وتعلمت أصول الثرثرة!

ذلك الأفيون يسري في دمي
صيَّر الدنيا أمامي.. مقبرة

صارت الأشعار ظلاً.. هامداً
والحكايات.. عظاماً نخرة!

***

حين أعشق!.. كم أودُّ صراحةً
لو رسمتُ مشاعري.. بالمسطرة!

كيف أخبرهم أنا عن حالةٍ
تقلب الدنيا.. وتحيي الآخرة؟

كلما حاولتُ زادت حيرتي
وتركتُ الذكرياتِ.. مبعثرة!

كيف لي أن أشرح العشق.. أنا
لست إلا راكباً.. في باخرة!

هم يلومون حنيني.. دائماً
صارت قوانين بلادي.. جائرة!

تتبرأ الكلمات من قلمي إذا
ما استكثر الحب عليها دفتره!

ما دمت لا أهوى.. فليس لأحرفي
وطنٌ.. وليس لمد صوتي حنجرة!

إما أذبتُ جميع ما كتبت يدي
في لون عينيها.. وإلا المعذرة!

***

قلتُ للشعر أنا يهجرني
إن غدا الشعر أمانٍ حائرة

المدى أوسع من تجربةٍ
أحرقت أعصابيَ المتوترة!

لرياح الليل أوراقي أنا
حين تبدو في الصباح.. مزوّرة!

لا أريد الصمت أن يأكلني
غير أن الصمت كان مؤامرة!

***

كيف أبدو في عيون حبيبتي
حين تخلو من دمايَ المحبرة؟

حين تهرب من جبيني.. فكرتي
وتضيع بين طباعيَ المتنافرة؟

أودُّ لو أكتبُ ما يعجبها
لو سهرتُ الليل حتى آخره

بقصيدةٍ بيضاء.. أطفئ ناظري
وأذيبُ كل أصابعي.. في خاطرة!

***

قدِّري البحر الذي يسكنني
لستُ أدرك مبتداه.. وآخره

ربّ جزرٍ لست أدرك كنهه
ربَّ مدٍّ .. لست أدري مصدره

بعد أعوامٍ من الحزن.. أنا
لم أزل فيه.. بنفس الدائرة!

يبصق الناس على الشعر إذا
عاود المعنى القديم.. وكرَّره!