النحت - محمد حسن علوان

إلى الفاشلين .. أمثالي!
***
النحت الأول:
***
يغريكِ أن تقفي هنا؟
في بوحي العاتي..
..
أنا آيةٌ قد حُرِّفت
في لوح توراةِ..
..
مضت ملايين السنين
ولم أزل أمشي..
رهن المتاهاتِ..
..
النحت اليائس:
***
ستوفرين عليّ مواسم
الدمع التي أبكي..
لو .. كنتِ مرآتي!..
..
ستوفرين عليّ أطناناً
من الشكوى..
ومن عجز المسافاتِ..
..
ستوفرين عليّ هذا
الموت..
فوق دفاتر الذاتِ!.
..
أنا الذي أستنفر الماضي
جراداً..
يأكل الآتي..
..
أنا المصلوب فوق
الحلم .. أعواماً..
وما صَدَقت نبوءاتي!
..
أنا الجاني على نفسي..
أنا المحقون بالأوهام..
من أيدي الضلالاتِ..
..
أنا الباكي على عمري..
أعزّي النفس في نفسي..
وأمشي خلف أمواتي!..
..
سترينني..
كلّ احتراقٍ آخرٍ
يدعونه الصبح الذي يأتي..
..
وتحتطبين لليل الذي
يعوي بأنفاسي..
ويرهق نبض دعواتي!
..
سترين ذاكرتي..
التي قاءت.. على الماضي
وفوق غثاء أوقاتي!
..
سترين أحزاني..
التي أرعى..
وإذعاني..
وثوراتي..
..
وكيف الهم يكتبني..
ويمحوني..
ويرقد بين أبياتي..
..
ويأخذني .. إلى أجلي..
إلى بؤسي.. ومعتقلي..
إلى قلمي..
ومشكاتي!.
..
النحت الخائف:
***
سأبداً بوحي المجنون..
لا تستعجلي حرفا
..
سيأتيك الذي أوهى
المسير..
وضاعف المنفى!.
..
أنا الحافي على جنب
الطريق..
ومن يته.. يحفا!
..
مشيتُ.. عثرتُ..
جربتُ اثنتين..
المشي .. والزحفا..
..
وردتُ الوحل..
والأوجاع..
لم أدرك.. من الأصفى؟
..
وجبتُ الليل أودية..
أسائله..
متى للجرح أن يشفى!.
..
أنا المشنوق في نفسي..
وحبلي حولها التفّا..
..
أنا رجلٌ ولدتُ هنا..
وسمّاني أبي باسمٍ..
وسمّى توأمي .. خوفا!.
..
النحت الواهي:
***
على وهنٍ..
حملتُ الليل في بدني..
وكان مخاضْ..
..
جاءت سكرة الفجر
التي تشتدُّ..
والأعراضْ..
..
كبرتُ..
سبقتُ أقراني.. أجل..
للوهم..
والأمراضْ!!
..
أمدُّ أصابعي للصبح..
أخدشه..
يسيل بياضْ!.
..
النحت الفقير:
***
حكى لي الفقر قصّته
مع الأطفال..
في فصلي..
..
كئيبٌ..
مثقلٌ بالهم..
لم أعرفه.. من جهلي!
..
أبلى الثوب
في ظهري..
ومزّق أسفل النعلِ..
..
له عينان خاويتان
مثل دوائر الظلّ!.
..
سمعتُ ركام قصته
على قلبي..
على عقلي..
..
أنا الطفل الذي
ضاقت أكف الدهر
عن حملي..
..
سقطتُ اليوم..
لم أفهم..
لماذا الكل من حولي!.
..
يشير إليّ من طرفٍ
وتدمع عينه..
مثلي!.
..
النحت الناقص:
***
دوائرٌ تدور..
أموت كي أظلّ في
مركزها..
ولو كنصف نقطة!.
..
ينقصني الكثير..
لكي أظلّ قائماً..
في زحمة النقاط..
بدون أي خطة!.
..
ما ذلك الشيء الذي
نسى أبي أن يزرعه!.
..
ما الذي مججته من
ثدي أمي..
رافضاً أن أرضعه؟!.
..
ما الذي ينقصني..
لأثير تلك الزوبعة!.
..
لأسوق تلك الأشرعة..