عَلا حِسُّ النّواعيرِ - بهاء الدين زهير

عَلا حِسُّ النّواعيرِ
وَأصْوَاتُ الشّحاريرِ

وقد طابَ لنا وقتٌ
صفا منْ غيرِ تكديرِ

فقمْ يا ألفَ مولايَ
أدِرْها غَيرَ مأمُورِ

وخذها كالدنانيرِ
على رغمِ الدنانيرِ

أدِرْها منْ سَنى الصّبْحِ
تَزِدْ نُوراً على نُورِ

عقاراً أصبحتْ مثلَ
هَباءٍ غَيرِ مَنثُورِ

بَدَتْ أحسَنَ من نارٍ
رَأتها عَينُ مَقرُورِ

نَزَلْنا شاطىء َ النّيلِ
على بسطِ الأزاهيرِ

وقد أضحى لهُ بالمو
جِ وجهٌ ذو أساريرِ

تسابقنا إلى اللهـ
ـوِ ووافينا بتكبيرِ

وفينا ربّ محرابٍ
وفينا ربّ ماخورِ

ومنْ قومٍ مساتيرِ
ومنْ قوم مساخيرِ

ومن جدًّ ومن هزلٍ
ومن حقًّ ومن زورِ

فطَوْراً في المَقاصِيرِ
وطَوْراً في الدّساكيرِ

ورُهْبانٌ كَمَا تَدري
منَ القبطِ النحاريرِ

وفيهمْ كلّ ذي حسنٍ
من الإحسانِ موفورِ

وتَالٍ للمَزاميرِ
بصَوْتٍ كالمَزاميرِ

وفي تلكَ البرانيس
بدورٌ في الدياجيرِ

وُجُوهٌ كالتّصاوِيرِ
تُصَلّي للتّصاوِيرِ

ومِن تحتِ الزّنانيرِ
خصورٌ كالزنابيرِ

أتَيْنَاهُمْ فَمَا أبْقَوْا
وَلا ضَنّوا بمَدْخُورِ

لَقَدْ مرّ لَنا يَوْمٌ
منَ الغرّ المشاهيرِ

على ما خِلتُهُ من غَيْـ
ـرِ مِيعادٍ وَتَقْريرِ

فقلْ ما شئتَ من قولٍ
وَقَدّرْ كلّ تَقديرِ