ذهول - محمد خضر

ولدت عام 1976
في بلدة أقصى الجنوب
نفس العام الذي بدأ فيه البث التلفزيوني في بلدتنا
العام ال أنتهت به حروب صغيرة
واندلعت أخرى !
وأنا مذهول من كل شيء
استقبلت عائلتنا المهنئين والمباركين
في حفلة " العقيقة "
كلهم قالوا : أنني هادئ ووديع وجميل
وهي نفس العبارة التي تقال
لكل الأطفال حتى يبلغوا الرابعة
إحداهن أهدت أمي قلادة مطلية بالنحاس
ولها رنين الأمطار
على الأرصفة البعيدة
لم يستخدمها أحد إلى اليوم
إحداهن قالت لأمي إنه ولد مبروك
وغسلوني بشيء غامض ولزج
يجعل المرء يتكيف مع أي مكان
وأنا مذهول من كل شيء
قرأ الجميع في أذنيِ
سورة الفاتحة
والمعوذات القصيرة
وأشعلوا البخور
ذو الرائحة الساحرة
جاء شيخ الحارة
وجاءت النساء بطناجر وصينيات وصحون كبيرة
وامتلأ الطابق العلوي والسفلي على حد سواء
بجموع من الأهل والناس
أقاموا لي طقسا سموه الطهارة
وأنا مذهول من كل شيء
قالت واحدة لأمي سموه ( بكر( أو (جمعة) أو( سعد (
وكان صراخي رفضا بحتا
لكن العائلة اجتمعوا في وقت مبكر
ليفسروا رؤيا جدتي
(أريد أن يكون له نفس اسمي (
لذا كان تفسير الحلم
أن يسموني محمد
ولازلت منذ ذلك اليوم مذهول من كل شيء