خمسة مقاطع من سيرة الولد - محمد خضر

كنا صغاراً ,
نخرج حين يتساقط المطر
نتركه يبلل قمصاننا
بعنفوانه الرشيد ...
في الليل نشم بعمق رائحة الغرفة
ونصغي لوشوشات السماء
ندرك ان المطر حكاية مقصودة
(2)
كنا صغارا ,
نشاهد زوار " عبلة " الدائمين
يدخلون ويخرجون
عبلة الطيبة التي توزع الحلوى
في الأعياد
كنت استغرب من منظر
أولائك الذين يدخلون من النافذة
ذات (الدرف ) الخضراء
كنت اعتبرهم لصوصا
لكن عبلة
-التي توزع الحلوى -
كانت تغلق النافذة بيديها
بعد ان يفروا !
(3)
كنا صغارا ,
أنا الوحيـــــد حد الشفقة
الذي لايتكلم
ولايبتسم كثيرا
ولايلعب كرة القدم
المطر هوايتي الوحيدة
والغموض دربي الاصيل
(4)
كنا صغارا ,
حين جاء الى حينّا
عمال الكهرباء من اوروبا
وثلة من آسيا
كانوا طيبين ومبتسمين
طوال الوقت
يدربون الظهيرة
بكلابهم التي حسبناها لعبا
وزوجاتهم اللواتي يشعون بالبياض والرحمة
يعانقوننا فنشعر
ان ثمة غيمة زرعت بداخلنا
وفي الليل
كنا نسمع فرحا يتفجر
من خلف الابواب
وضحكات تلتصق بالذاكرة
تلتصق
oh oh my gaad
(5 )
كنا صغارا ,
نسأل انفسنا
أسئلة حائرة
لماذا يوجد شيء اسمه النمل مثلا ؟؟؟؟
كنا نخاف من شيخ ضرير
في الحي
ونعتقد أنه جاء من السماء
أو انه على اقل تقدير
ليس إنسانا محضا
أخبرنا لماذا يوجد النمل
وحفظــــــنا الســــــــــر إلى اليوم
(6)
.......
.......
واليوم لاأحد