حَتّامَ أرضى في هواكَ وتغضبُ - سبط ابن التعاويذي

حَتّامَ أرضى في هواكَ وتغضبُ
وَإلَى مَتَى تَجْنِي عَلَيَّ وَتَعْتِبُ

ما كانَ لي لولا مَلالُكَ زَلَّة ٌ
لَمَّا مَلِلْتَ زَعَمْتَ أَنِّي مُذْنِبُ

خُذْ في أَفانينِ الصُّدودِ فإنَّ لي
قَلْباً عَلَى کلعِلاَّتِ لاَ يُتَغَلَّبُ

أتظُنُّني أضمرْتُ بعدَكَ سَلْوة ً
هَيهاتَ عَطْفُكَ مِنْ سُلُوِّي أقربُ

لِي فِيكَ نَارُ جَوَانِحٍ مَا تَنْطَفِي
حرَقاً وماءُ مدامعٍ ما يَنضُبُ

أَنسِيتَ أيّاماً لنا ولياليَاً
لِلَّهْوِ فِيهَا وَکلْبَطَالَة ِ مَلْعَبُ

أيّامَ لا الواشي يعُدُّ ضلالة ً
وَلَهِي عَلَيْكَ وَلاَ کلْعَذُولُ يُؤَنِّبُ

قد كنتَ تُنصِفُني الموَدّة َ راكِباً
فِي کلْحُبِّ مِنْ أَخْطَارِهِ ما أَرْكَبُ

فَکلْيَوْمَ أَقْنَعُ أَنْ يَمُرَّ بِمَضْجَعِي
في النومِ طَيفُ خيالِكَ المُتَأَوِّبُ

مَا خِلْتُ أَوْرَاقَ کلصَّبِيَ تَذْوَى نَضَا
رَتُهَا وَلاَ ثَوْبُ کلشَّبِيبَة ِ يُسْلَبُ

حتى انجلى ليلُ الغَواية ِ واهتدى
سَارِي کلدُّجى وَکنْجَابَ ذَاك کلغَيْهَبُ

وَتَنَافَرَ کلْبِيضُ کلْحِسَانُ فأَعْرَضَتْ
عَنِّي سُعَادُ وأَنْكَرَتْنِي زَيْنَبُ

قَالَتْ وَرِيعَتْ مِنْ بَيَاضِ مَفَارِقي
وشُحوبِ جِسمي بانَ منكَ الأطيَبُ

إنْ تنقِمي سُقمي فخَصْرُكِ ناحِلٌ
أو تُنكري شَيبي فثَغرُكِ أشْنَبُ

يا طالباً بعدَ المَشيبِ غَضارة ً
مِنْ عَيْشِهِ ذَهَب کلزَّمَانُ کلْمُذْهَبُ

أَترومُ بعدَ الأربعينَ تعُدُّها

وَصْلَ کلدُّمَا هَيْهَاتَ عَزَّ
ومَواهبٌ بالطارِقينَ تُرَحِّبُ