معزوفة الصدر - منير النمر

ضُرِبَ اللواءُ وقد فقدْتُّ لواءَ
يَبقى الشقاة بفقدكمْ أحياءَ
ضُرِبَ العمادُ وأنت خير مجاهدٍ
أزمٍ تَجيءُ لتُلهمَ الشّعراء
أوَ يَحرقونَ رسائلاً وعمائماً
بلْ يَقتلون زعامةً وعطاء ؟!
ذُلَّتْ بكم كلُّ المخافرِ إنْ بقت
تلك المخافر تَقتل العظماءَ
*
أمستْ على كنف العراق مذلَّةٌ
إنْ لم تُدين الجهل والحلفاء
أسفتْ على شيخٍ فكان لحزنها
أنَّ العشائر تَشتكي الأُمناء
هبَّ الجموعُ يُردِّدونَ هتافهم
أنْ سوف نبني للفضاءِ سماء
رُفِـعَ الهتافُ فكان ألفُ موحِّدٍ
في أُمّةٍ وسطٍ تحبّ بناء
إنَّ العباقرةَ العظام إذا ارتأوا
رأياً أذابَ الشاه والأخطاء
نزلتْ عليك شهادةٌ من قبلها
كنت الإمام تُعاين الإفتاء
أنت الإمام وقلب روحك نابضٌ
لا يعرفُ الموتُ العظيمُ سناء
صنت العراقَ وكنت فيه مبادراً
تهوى المبادئ، تترك الخبثاء
قالوا الإمامُ: فقلتُ: كيف لثائرٍ
أنْ تعتليه مخاوفٌ إنْ شاء
وجهٌ تحلى الثائرونَ به فلا
بؤسٌ، ولا خوفٌ، تحدّ كَساء
رامَ الزمانَ..، وإنْ تُغيَّبَ آيةٌ
كبرى، وإنْ ذهب الزمانُ وجاء
سنظلُّ في ذكراك نُنبئُ أننا
للهولِ ندفعُ.. نبذلُ الشهداء
جالت على قلب الضريح مودَّةٌ
حيثُ استقيتَ مِنَ الصلاة إباءَ
جمعٌ مِنَ النفر الكثير تقودهم
بمسارحٍ وتَبثَّ فيهم لاء
*
قالوا: زعيمٌ صادقٌ متفرِّدٌ
ألِفٌ تَحوط أباً وتَرسم باء
وتسودُ فيه محاسنٌ إنْ شئت من
أصلِ النبوَّة تَنجب العلماء
هوَ سيّدٌ والسَّيدونَ مفاخرٌ
والخالدون يُحطِّمون اللاء
*
ستُبينُ في وجه الأصيل عمامةٌ
تمتدّ في التأريخ.. تشجب داء
هيَ والسماءُ إذا العيونُ تحوطها
نظراتُها بَعَثت إليّ وفاء
شيخٌ أطلَّ بحكمة ٍوبصيرةٍ
ويجيء يخطب خطبةً بتراء
*
قلبَ الحروفَ الخارساتِ فأوجزت
وتفجّرت جملٌ تقود دَهاء
واستملكتْ كلَّ النفوس فما لها
إلاّ التحرُّك.. تَرفض البؤساء
جئت الشهادةَ ثائراً متسلِّحاً
لتُعيدَ مجداً، أو تَشُنَّ دُعَاء
وقفتْ لهيبتك الملائكُ فانحنت
إنَّ الملائك تُكْبر الشهداءَ
سرعانَ ما قَدِمَ البغاءُ مغيّباً
وجه الأحبة في التراب تراءى
صبراً "وليَّ المسلمينَ" فكم مضت
جثثُ الهداة تُقبلُ الرمضاء
حُسِدتْ بهم أرضٌ فكان بنورهم
هذا الضريح يُفجّر الأكفاء
*
تَحلو المصيبة عندهمْ وتَسوءُ في
وجه الحياة.. تجاهل السعداء
إيهٍ وكم زاد المصيبة أنَّها
تَغتال رمزاً باسماً وسماء
هيَ والصراعُ المرُّ إنَّ عقيدةً
لا تَرتضي همزاً ولا مشاء
لا فخرَ للجبناء إنَّ دمائكم
قد خلّدتْ "نذلاً"، أحبّ بذاء
سرْ في طريقك قد وصلت إلى العلا
السرّ في أمرٍ تجلّ فشاء
أمرٌ يُغيض الثائرينَ على المدى
وعلى الأحبّة كان صبحَ مساء
*
هيَ ذي الضريبةُ إن أرت فكن لها
حصنٌ تسامى يلعن الجُهلاء
*
قلْ للخمينيْ وهو خير مناصرٍ
إنَّ الشهادةَ تَبعث الضعفاء
قلْ لشَّهيد "الصدر" إنَّك بادئ
ما فات من عمرٍ يهبك دواء
قلْ "للمقاومة" الشريفة صبركم
إنّ الشهيد يُزيّن الفضلاء
جناتُ عدنٍ والشفاء ملازمٌ
هذا الشهيد يُشاهد العنقاءَ
*
عيت القوافيُ أنْ تُجسِّدَ كاملاً
رفضَ الإساءةَ قلّدَ النُبلاء
*
رفعَ اللواءَ بجمعةٍ وحضورها
سبعون ألفاً زاحمتْ ترباء
قذف "اليمين" على "اليسار" مثبّتاً
حزب "الإله" مفلسفاً أشياء
شيخٌ ينام على الحصير مناجياً
ربّ التشرد.. يقصد الفقراء
لا الشّعر عوضنا، وكلّ قصيدةٍ
عصماء كانت ترفض الإقواء
حزناً عليك فإنّني أرجو غداً
لقياك يا "صدرا" أراد بقاء
*
لك يا محمدُ شاكياً وجه الردى
كان المصاب رزيّةً عمياء
*
بالشِّعْر جئتُ لَعلَّني أنفكُ من
هذي المصيبةِ، أخرستْ شُعَرَاء
كُنْ في ضريحك آمناً فلنا العِدى
إنَّ السلاحَ يُؤمن الأُمناء
*
نَمْ راضياً إنَّ الأمانةَ تبتغـي
في الثائرين الجهد َ لا الخُيلاء