للبؤساء أُصلّي - منير النمر

للبؤساءِ أصلّي.. لملائكة الله أصلّي.. لله الواقف إيماناً سوف أصلّي…
مازلتَ ثريّا..
مازلتَ تُناضلُ في شفتيَّ
خبَأتَ أعاصيرَ الدنيا، وملأتَ الكأسَ، وبحر الجوعِ
وأغاريدَ رمالي، والزّبدَ المنسيَّ
رفرفتَ بعيداً عن شبقي.. عن خمري.. عن نهديَّ…
مازلتَ ثريّا
تحدّقُ بالموتِ.. تُحاكي أُغنيةً وكؤوساً حمراءَ بعينيَّ
هاجرتَ بعيداً عن لغتي
إعصارُك أدمى كلّ رمالي
والجوعُ كشوكٍ برّيٍّ بالرّبع الخالي
ضبابُك آتٍ من شفتيَّ..
من كلّ ضلوعي…
هاجرتَ بعيداً عن لغتي، وهجرتَ رمالي.. لكنّك باقٍ كالشمعِ
الدافئِِ في رئتيَّ
*
(قسماً بالله…) وبالماء الأسودِ..
أنّى شئتَ فدائي
مازلتَ ثريّا
تُطعِمُ جوعك للفقراءْ
تُحلّقُ رفضاً للأشياءِ.. لِلْبُلَهَاءْ
ما أنت.. ما هذا الصبرُ الأيُّوبيُّ.. كم كان على الشرفة ألواناً، وخناجرَ حبٍّ كحكايا القدماءْ
هاجرتَ.. تركتَ حروفيَ تعبى في لهبٍ يتثاءبُ فيه بقايا الحكماءْ
مازلتَ هنا..
تتأملُ وجهيَ والمرآةْ
تتأملُ ربّاً خاض ملايينَ الغزواتْ
عيناك نضالٌ.. وسناك إمامٌ في الطرقاتْ
جسرك لا زال يُغنّي، والرّقصُ الهادئُ يعلو ضجيجَ الدباباتْ
ماذا خبأتَ؟..
النبض هنا يدفعُني..
يدفعُني..
يدفعُني.. لمعانقة الطلقاتْ
وحيٌ أنت..
نبيٌّ أنت…
جسرٌ غرّدَ بالوحدةِ يشكو حزنَ الرّقَصَاتْ
*
لا أعرفُ اسماً.. حيث سنا الأسماءِ يغيبُ وشذا العصفورِ يغيبُ.. ودماك تُرابطُ في الثكناتْ
حرّرْ قيدك من وجع القيد الدامي
واعشقْ قلبَ فتاةٍ في الرّعشات…
يا مَنْ يسمو كالفجرِ..
كنضال الكفِّ.. كبصائرِ عرّافاتْ
مازلتَ ثريّا..
تمشي خلفَ القيدِ ملاكاً يحملُ
أوراقاً ذهبيّه
حدّقتَ طويلاً في النجم الجاثم في التربِ، ونشرتَ شراعك ألواناً، وهديتَ إلهك ورداً جمعته أكُفٌّ ثوريّه
يا وطناً..خذْ نبضَ الأضواءِ..
فصلاحُ الدينِ تمرّغَ في الوحلِ، وحسينُ الثورةِ مازال ضبابياً، وعليٌّ في الشرفةِ مسبيٌّ، وبقايا الثورةِ
ماتتْ بالمدنِ البرّيه
مازلتَ على الثورةِ أقوى.. يا ابن منائرِ (كابل)..
يا ابن الإعصار الأسمرْ
يا كنزَ دمائيْ..
قسماً بالرّبع الخالي..
(بالزّيتونِ العابس في الطرقاتْ).. بشرايينِ التعبى..
بمحمدَ.. بالثوارِ.. وبالقرآنْ
*
أنت فدائيْ..
أنت فدائيْ..
أنت فدائيٌّ حرّرَ نجمَ الله من الطغيانْ…