قبور الأمهات.. - منير النمر

جلستُ وحيداً على قبر أُمّي
نثرتُ عليه غصون الشجر
زرعتُ بأكمام ثوبي اغتصابي
ورحتُ أعانق تلك الحفر
أعانقُ زيتونها الأخضرَ
كقهوة عرسٍ بها أُعْتَصَر…
فيا خبز أُمّي.. ويا عطر أُمّي
ويا مَنْ أُخبأُ فيها المطر
حياتي تعيش كمحتلّها
وزيتون قدسي يعيش الخطر
"محمد" مات على حضن أُمّي
و"نرجس" ماتت بوحي القدر
وإنّي عشيقٌ إلى الذكرياتِ..
إلى مَنْ تشهّى عيون القمر
أذابَ فتافيتَ أمجاده
وعانقَ حريّةً، فازدهر
تلألأ محمدْ.. تلألأ كأمجدْ
تلألأ كعيسى نبيّ البشر
*
جلستُ وحيداً على قبر أُمّي
وفجّرتُ عرسي لعلّ السفر..
لعلّ شظايا النضال هناك..
لعلّ الشموع تُزِيْح السحر
جلستُ وحيداً على قبر أُمّي
أُزِيْل الحروبَ، وأُخفي الأثر
أُعانقُ قيثارتي في ظلامٍ
تَهَيَّجَ في وحشتي واستتر
أحنُّ إلى كفّكِ الدافئِ..
إلى نسماتٍ.. إلى المستقر..
إلى تُربكِ الزاهر الماطرِ..
إلى نهدكِ العربيِ الأثر…
جلستُ وحيداً على قبر أُمّي
أٌناضلُ ضدّ طغاة البشر
ظلامٌ، وحكام شعبٍ عراةٍ
من الشمس.. من سنوات الثمر
وحيداً.. وحيداً على قبر أُمّي
أُحيكُ القوافي، وأبني الحجر
*
وحيداً.. وحيداً على قبر أُمّي
وحيداً سأرفع مجداً أغر