الإستشهادي المجهول - منير النمر

للعشق الدافئ في عين الموتى.. أحملُ جسدي عملاقاً نحو الحرّيّة…
***
… كزخارف الموتى.. كأحزان الصهيلْ
كسفائن التعبى.. كمصباحي القتيل
ماتت بعنق الدار معجزتي، ولا أحدٌ هنا.. ليُضيءَ بارقةَ العويل
ماتت بمسجدنا نبوّةُ رايتي
وخُلِقتُ من كفنٍ، ومن حُلُم العليل
ماذا أقولُ:
خيانةً عربيّةً في عرضيَ الأزليّ.. في شبقي الظليل
فجرتُ نفسي علّ شَمْعَ نبوّتي
في "الضاد" يُدمِي… في "أنا"يَ المستحيل
وسكبتُ جرحاً ثائراً لِمَوَاطِنِي
مزّقتُ مأساةً، فغرّدت النخيل
حرّاً أموتُ على ضبابك مقدسي
وأطيرُ كالرؤيا على سُحُب الأصيل
العرب لا تبقى على أضوائها
وجيادها سُرِقَتْ كحافرها النبيل
حكّامها.. أسماؤها.. أخلاقها…
من يثربٍ بِيْعَتْ إلى أقصى "الخليل"
*
كزخارف الموتى.. كأحزان الصهيل
كالبندقيّة حاملاً وطني القتيل
"انْكِيْدُ" حرّرْ "صَابِرِيْنَ" فقيدها
أسطورةٌ نُقِشَتْ على جسدي النحيل
يا ثائر الغابات كم زرعتْ رؤاك الحرّةُ الكبرى زغاريدَ الغليل
حطّمْ قيودَ الحكم في أوطاننا
وانثرْ على كأسي شرايين النزيل
*
يا شعبُ حرّرْ معصميك من الأذى
فالأرض تعبى، والبحار دجىً ثقيل
وقوافل الشهداء مُرْسَمَةٌ على
شَفَة الإله كغيمة الظلّ الجليل
يا شعبُ حرّرْ ثمّ حرّرْ نجمتي
فالليل ماضٍ، والصباح بلا عويل