عسى الدهرُ يوماً بالبخيلة ِ يسمَحُ - سبط ابن التعاويذي

عسى الدهرُ يوماً بالبخيلة ِ يسمَحُ
فتُصْحِبُ آمالٌ حِرَانٌ وتُسْمِحُ

وعَلَّ النَّوى يَدنُو بها بعدَ غُربة ٍ
فيُطْفي غَليلاً بالإيابِ ويَنضَحُ

تَناءَتْ بلَيْلى الدارُ وَهْيَ قريبة ٌ
وَمَا خِلْتُهَا تَنْأَى بِلَيْلَى فَتَنْزَحُ

وَكَمْ غَادَرَتْ بِکلْجِزْعِ قَلْباً بِذِكْرِهَا
جَزُوعاً وَعَيْناً في ذُرَى کلسَّفْحِ تَسْفَحُ

فَلاَ رَقأَتْ غُزْرُ کلدُّمُوعِ وعقَدْ نَأَتْ
ولا بَرِحَ القلبَ الغَرامُ المُبرِّحُ

وإنّي ليُصيبُني بها بعد هَبَّة ٍ
هُبوبُ صَباً من أَيمَنِ الغَورِ تَنفَحُ

تُرَوِّحُني فيكِ الأمانيُّ ضَلَّة ً
لمنْ ظنَّ أنَّ اليأسَ للصَّبِّ أَرْوَحُ

وحمَّلتْني بَرْحاً من الشوقِ مُثقَلاً
وَهَجْرُكِ غِبَّ کلْبَيْنِ بِکلتَّلِّ أَبْرَحُ

وَجَارِيَة ٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَة َ مُغْزِلٍ
تَرَاءَتْ وَقَدْ مَرَّتْ بِذِي کلْبَانِ تَسْنَحُ

فَقُلْتُ وَقَدْ نَصَّتْ إلَيَّ سَوَالِفاً
إلَيْكِ فَلَيْلَى مِنْكِ أَبْهَى وَأَمْلَحُ

وَبَاكِية ٍ لَمْ تَشْكُ فَقَداً وَلاَ رَمَى
بجَمْرَتِها الأَدْنَيْنَ نَأْيٌ مُطَوِّحُ