رسالة للحاكم العربي - منير النمر

أعرفُ أنّي أحمقٌ..
أو كاتبٌ يشربه الجنونْ
أو ملكٌ.. أو شاعرٌ مغرّدٌ
لآخرِ القرونْ
أعرفُ أنّي ساذج يُلملم الضياءَ
في أزقةِ السجونْ
*
أعرف يا مَنْ نكحوا نساءهم
بظلمةٍ.. بذّلةٍ.. بكوكبٍ مسافرٍ
في شفةٍ تخونْ
أعرفُ عجزَ أحرفي، فسادتي يُسافرون، ساعةً ، لنقطتي
ويسكرون، تارةً ، بنكتتي
وتارةً يسترقون شمعتي..
وينحتون نجمتي..
وفوق امرأةٍ ناهدةٍ يعربدونْ
أعرفُ حجمَ بلدتي..
حناجرُ النساءِ راقصت شريعتي
وأنتمُ لذلِّكم تراقصونْ
أعرف حجمَ (منجزٍ)
يُصلب في المدينه..
يعانق الشوارعَ.. المآذنَ.. الوساوسَ القديمه…
يشرب من أرواحِنا
ومن نخيلِ العظمةِ الأليمه..
أعرفُ أن الجنسَ
في لحاكمُ الكبيره..
في منصَبٍ تُديره (عصابةٌ حقيره)
أعرفُ أن ثوبكم، وذلَّكم
يكسبنا (الشعيره)..
يكسبنا (شَعْرَنَةً).. مئذنةً أجيره
أعرفُ أنّي خارجٌ عن سلطة القبيله..
عن زخرفٍ مزركشٍ
بالعار والرّذيله…
أعرف أنّ المالَ في عيونِكم
كنجمةٍ راقصةٍ بخمرةٍ مثيره
يا سادتي.. يا سلطةَ القبيله:
أعرف أنّي مذ عرفتُ الله تؤمنونْ
وتسجدون للهوى..
تسبحون للندى..
يُغرّد الضباب في جباهِكم
وتزرعون الله في صلاتِكم..
لكنّه بَعَظْمَتِي يبتكر الحجاره..
يبتكر النار التي تُحارب الدعاره…
لا مثلكم ما زال في ترابهِ
يسجد للشهوةِ والسجاره
يا سادتي.. يا سلطةَ القبيله:
أحشاؤنا انتفاضه..
حروفنا ثوريّةُ الحجاره
دماؤنا نورسة لقدسها.. لصرخةٍ تعشقها العباره…