نبوءات بابلية - منير النمر

… وبعد عامٍ
تُكسرُ السيوفْ
ويُخْسَفُ الضبابُ في غياهب القمر
وتنتشي من ثورتي معالم الخيال..
وتُرْسَمُ الأضواءُ في أزقة المطر…
*
وبعد عامٍ
تُزْهِرُ السماءُ بالنسيم
وتشربُ الأرضُ جنوناً حطّمَ السديم
وحطّمَ الكفَّ سنيناً..
أوجع القدر
وبعد عامٍ
من جحيم البؤسِ والرّصاص
تَصَارَعَ الكفُّ نشيداً يبعث الخلاص
ورفرفة في عينهِ عرّافةٌ تقول:
(بأنَّ نجماً أسوداً أضاء في السماء
ما زال في ترابهِ يُغنّي للحقول:
أنشودة الموتِ، ولُقْيَا نجمةٍ هناك
تُراقصُ الطيفَ، وتشري مرقدَ اللحود…
ما زال في ترابهِ يُغنّي للحقول:
كعشبةٍ صارخةٍ بجوفها الضياع
تنام في عظامها مجامرٌ، وتتقي ببردها أوردة الجياع…)
وبعد عامٍ
تصرخ القبورْ
تعانق المآتم القديمة
وتنظرُ المأساة في جباهِنا.. في الطرق الحزينة
ضَيَاعَهَا مغرَّدٌ بالبوحِ والسكينة
وفجرها أنشودةٌ تجول بالمدينة
أطفالُها ضِيَاع
تسرق ماء أبيضاً من عظمةٍ أليمة..
تسرق خبزاً من فمٍ تجرّعَ الهزيمة…
وبعد عامٍ
أحمرٍ تعانقَ المساء
وراقص النجمَ ليحكي آخر النساء
واستوحشت برقصهِ سُكينة
وعانقت بقبرها أُحْجيةً ثمينة..
لكنها.. وبعد عامٍ
آخرٍ لم تعرف الهزيمة
لم تعرف الهزيمة..
لم تعرف الهزيمة..
لم تعرف الهزيمة…