مَخاضٌ وَجيز ! - نسرين الهاشمي

يَا شَاعِرَ الشُّعَرَاءِ
هَذا المَدْخَلُ ..
فَأنِخْ مَطِيَّكَ
ذيْ دِمَشْقُ تُؤمِّلُ
وَ أجِزْ بشِعْرِكَ ..
فَالأَسَىْ مُتَوفِّرٌ
أنَّى اتَّجَهْتَ وَ كُلُّ أرْضٍ
مَعْقِلُ
صُلْ بالقَصِيْدِ
فلاَ سُيُوْفَ نَسُلُّهَا ..
وَ الحَرْف أضْحَى
" سَيْفُنَا المُتَسَوِّلُ " !
أطْلِقْ عِنَانَكَ لِلنَّحِيْبِ
فلَيْتَنَا ..
كُنَّا نُجِيْدُ مِنَ البُكَاءِ
وَ نُرْسِلُ
هَاتِ المَرَاثِي ..
فالرِّجَالُ تَخيَّرُوْا
سُبُلَ النَّجَاةِ
تَخنَّثُوا ..
وَ تجمَّلُوا !
-*-
وَ رُوَيْجِلٌ
يَحْبُو كَسيْراً
ثَاكِلاً ..
مِنْ خَوْفِهِ
كُلُّ المَنَايَا أرْجَلُ !
ذَاكَ العِرَاقُ
فَكُلُّ وَجْهٍ كَالِحٍ ..
فِيْ أرْضِهِ
وَ الحَالِكَاتُ الأرْذَلُ
وَ قَوَافِلُ الشُّهَدَاءِ
تَرْسُمُ خَطْوَهَا ..
فِيْ رَوْعِنَا ..
فَإِذَا الغُيُوْبُ تَهَلَّلُ
وَ مَشاهِدُ التّاَرِيْخِ
تَرْثِيْ أنْفُسَاً ..
رَاحَتْ بَناتُ الدَّهْرِ فِيْهَا
تَنْزِلُ !
مَنْ للعَمَائِمِ ..
أرْعدَتْ
وَ تَوعَّدَتْ
بِئْسَ الوُجُوْه مُحرِّمٌ
وَ مُحلِّلُ
بَكَتِ الحُرُوْفُ لزُوْرِهِمْ
وَ نِفَاقِهِمْ ..
وَ تَقَاطَرَ السُّمُّ الزُّعَافُ
الأجْمَلُ !
-*-
يَا شَاعِرَ الشُّعَرَاءِ
دَعْهُمْ ..
فالوَغَىْ
مِنْ كُلِّ أفَّاقٍ غَدَتْ تَتَمَلْمَلُ
وَ أقِمْ خِيَامَكَ
حَيْثُ شَوْقٌ مُزْهِرٌ ..
عِشْقٌ رَحِيْبٌ
فِيْ المَدَىْ يَتَوَغَّلُ !
دُرَرٌ ..
كَأشْبَاهِ النُّجُوْمِ وَضَاءَةً
لَكِنَّهَا مِنْ كُلِّ سَيْفٍ
أقْتَلُ !
-*-
هَذِيْ " دِمَشْقُ "
تَئِنُّ فِيْ قيْثَارَتِي ..
لَكِنْ
" لِبَغْدادَ " الأنِيْنُ الأَهْوَلُ !