أبَعثر .. ويلملمون ! - نسرين الهاشمي

عَتَبٌ عَلى الأزْهارِ إذ تُخفي النَّدى ..
عَتبٌ ..
على الأنْسامِ
حَاصرَها المَدى
عَجبًا ..
وَقد وشَّت مَطارِفَ بؤسِهَا
هَذي السفينَةُ
مُذ تَقاذَفها الرّدَى
ثمَّ اكتوَتْ بالظَّنِّ
يغْمرُهَا الأسَى ..
وَتَمازجَ الكتْمَانُ فيهَا
بالصَّدَى !
رَضِيَتْ
حَديثَ الصَّمْت في أشْوَاقِهَا ..
وَتفنّنتْ
في صدِّ عَبرتِهَا سُدَى
أيُلام صُبحٌ ..
إن تَوارتْ شمسُهُ
في قبْضة اللّيلِ البَهيمِ
وَقد عَدا
مَا دامَ
أنّ الخَافقَينِ
تَصافَحَا
لاَ بَأسَ ..
بالعبَراتِ صَيفًا أرعَدا
مَا دَامَ في الصَّمْتِ المَهيبِ
قَصائدٌ
كسحَائبِ الغَيثِ الهتونِ
إذا بدَا
وَالسَّيفُ لا يُزري بهِ
أنْ تَختفي ..
وَمَضاتُه إنْ غيَّبوهُ
فأُغْمِدَا
سَطوُ المُحَالِ على المُتَاحِ
مُروِّعٌ
وَعلى الأصابِع
رَعْشةٌ
لنْ توأدَا !
وَعلى الشّفاه المُطبقَاتِ
تَساؤُلٌ
وَالعقلُ قيدٌ مَا أراحَ وَلا هَدا
عُصفورة الآمَالِ
قصّت جُنحَها ..
وغَفتْ
وللأحلامِ خَطّتْ مَوعدَا
لكنّما طير البُكَاءِ محلّقٌ
قدْ أسهرَ الأجفان
ليلاً سرمدَا
هَذا الجَوَادُ ..
وَذي مَقادَةُ روحِهِ ..
تَعِبَتْ بهِ الأزَمَاتُ
( قبل المُبتدا ) !
أنَا لا أغنّي للقُبورِ
وَخَافِقي لا زَالَ يُهدي
مِنْ هَواهُ المُفْتَدَى
يسْتَمْطِرُ
الأفْرَاحَ مِنْ سُحبِ الشَّجَى ..
وَيُبعثر الشِّوقَ
البهيَّ
الأرْغَدَا
إنْ قصَّرَ العُمُر الكَليلُ
وَمَا مَضى ..
للقلْبِ
تَحْليقٌ
أجَادَ
وَأسْعَدَا !