جاءت تسيّر - يحيى توفيق حسن

جاءت تسيّر على أهداب أشعاري
تدنو تهدهدها أنات قيثاري

العطر نكهتها و السحر ضحكتها
و الرقص خطوتها يا بؤس أقداري

قالت أحبك … قلت الحب يا نغمي
نار و اخشي عليك الخوض في النار

لا … لن تكوني لقلب جاع مائدة
صوني صباك و لا تأسي لإبحاري

لا تكبريني كأني في الهوى ملك
أنا الصغير و إن أدمنت إكباري

لا … لن تكوني لقلبي لعبة أبدا
ولست أرضاك قربانا لأوزاري

هذا البريق الذي أغراك من ألقي
ألهاك أن تلحظي حزني و أكداري

شاخ الزمان على قلبي فأوهنه
و أخرس الدهر قيثاري و مزماري

الحزن في أضلعي غاصت أظافره
و أستوطن السهد أحدقي و أنظاري

سيري … دعيني و لا تأسي على رجل
أفضى به اليأس من دنياك للنار

لا لن تكوني لروضي زهرة عبقت
بالعطر … كم ذبلت بالشم أزهاري

بحثت عنك طويلا و الصبا عبق
و أنهر الحب تروي حرف أشعاري

فما وجدتك الا و الصبا مزق
و زهرة الحب قد جفت بأشجاري

أنا أحبك في يأس يعذبني
وسوف أحميك من طيشي … بإيثاري

وسوف أرحل لا أدنو إلى بلد
أراك فيه فلا تستوحي أخباري

أنا أحبك حبا عاش في خلدي
حتى سكنتك و استوطنت أفكاري

فخضت حبك كالإعصار مندفعا
حتى راك على عيني سماري

لمي جراحك … لن أنساك يا قدري
مهما نأيت … ومهما طال مشواري

اني أراك ملاكا لن أدنسه
لنزوة عبرت في كف أسراري

وسوف أبكيك مهما طال بي أجلي
ودمر الحزن اصالي و أسحاري

هذا مصيري و لا منجاة من قدر
لا شئ يمكنه تغير أقداري