حكاية - أسامة علي

ويُحكى حين يُحكى
:أن قريتنا ـ قبيل تنبِّهِ الأزمان للتدوين ـ
كانت تستفيقُ على صراخ مهاتها السمراء حين تساقُ قرباناً
تنام القرية السمراءُ حلماً مفزعاً
يُحكى
رأى السلطانُ أن الطلح(٭) يذبلُ،
قيل :خوفاً
قيل: خشية نارِهِ...
احترق المفسرُ
أجْمَعَ السلطانُ، أن الأمر لا يحتاج تبيانا،
دماءُ جميلةٍ تكفي لجعل الطلح ريّانا،
٭ ٭ ٭ ٭
-:متى في كل عامٍ؟كل يومٍ؟كل ماذا؟
أم تُرى أضغاثُ
سلطنةٍ
رأى فيما يرى الصاحي،
وأصدر في غياب النوم فرماناً
تعتّق بالدماءِ الطلحُ
ناحَتْ
نسوةٌ
فاحَتْ
زهورُ الطلحِ عطراً غامضاً
باحَتْ
شفاهُ القرية السمراء للنيلِ
ليهمس بذرها طلحاً على الشطئانِ صار الطلحُ - فيما قيل - بعدُ على بلاد النيل سلطاناً
٭ ٭ ٭
رأى السلطان أن شجيرة الحناء.
(٭) الطلح : نوع من الشجر يستعمل لتزيين العروس في السودان.