ما الجودُ عَن كَثرَةِ الأَموالِ وَالنَشَبِ - علي بن الجهم

ما الجودُ عَن كَثرَةِ الأَموالِ وَالنَشَبِ
وَلا البَلاغَةُ في الإِكثارِ وَالخُطَبِ

وَلا الشَجاعَةُ عَن جِسمٍ وَلا جَلَدٍ
وَلا الإِمارَةُ إِرثٌ عَن أَبٍ فَأَبِ

لكِنَّها هِمَمٌ أَدَّت إِلى رِفَعٍ
وَكُلُّ ذلِكَ طَبعٌ غَيرُ مُكتَسَبِ

فَرُبَّ ذي حَسَبٍ أَودَت صَنايِعُهُ
بِهِ وَقَد شَرَّفَت وَغداً بِلا حَسَبِ

وَرُبَّ مَحمودِ فِعلٍ ما لَهُ حَسَبٌ
إِلّا صَنايِعُ جاءَتهُ مِن الأَدَبِ

فَجَلَّلَتهُ بِعِزٍّ بَعدَ مَخمَلَةٍ
وَرَتَّبَتهُ مِنَ الإِفضالِ في الرُتَبِ

لا تَعجَبَنَّ لِصَرفِ الدَهرِ كَيفَ أَتى
فَكُلُّهُ عَجَبٌ يَأوي إِلى عَجَبِ