هذا المساء - الصوارمي خالد سعد

هذا المساءَ تناثرتْ رِيحُ المُنى
وتدلَّتِ النجماتُ تجمعُ ما انتثرْ

كانَت تزغردُ في شِفاهي بَسمةٌ
فقذفتُها للبدر فابتسمَ القمرْ

ريحٌ جلستُ على مشارف نفحِها
وتلوتُ في نفحِاتها بعض السُوَرْ

كانت رُؤاىَ كأنها برقٌ بَدا
برقٌ تبلَّجَ من ثنيَّاتِ المَطرْ

فسكبتُ منها للنِسيم جَداولاً
وحَبَستُ منها بَعض زادٍ للسفرْ

فالشمسُ تَغْرَقُ في جحيم شُعاعِها
شمسُ المساءِ شُعاعُها مثلُ الشررْ

ألَقٌ تدفق من بريقِ عَواطِفي
إنى ملأتُ حَقائِبي لن أَنتظرْ

قد بِعتُ للأيامِ كلَّ بَراء َتي
وطلاقتي وطفولَتي وهُدى العِبَرْ

وغَرستُ في هضباتِها خُصَلَ النَدَى
وَحَصدْتُها شَوقاً تأَلَّقَ كالدُرَرْ

هذا المساءَ رَحَلتُ عن عُمر مَضى
والناسِ والوهمِ المدمدمِ في السحرِ

ودفنتُ حُزني في تِلالِ صَبابَتى
ورَمَيتُ وَهمِى في سحابٍ قد عَبَرْ

ثم اْنطلقتُ وقد تناثَرتِ الرُبَا
إن القَصِىَّ مكانُهُ فوقَ البشَرْ

ولقد رحلتُ وقد تثاءَ بَ خاطِرى
وطويتُ بالأحلامِ أَكفانَ القدرْ

إني أنا الرُبَّانُ في ُلججِ المدى
لنْ أُحتَوَى لَن أُستَبى لن اُحتَضَرْ

في ربوةٍ في الجوِّ كان حديثُنا
والشمسُ ترنُو والكواكبُ والقمرْ