من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ - مهيار الديلمي

من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ
ترمي سهولَ طريقها بحزونهِ

تغشى الفلا من رأسها وفقارها
بقويَّه تحت السُّرى وأمينهِ

ورهاءُ يحلمَ ذو السَّفاه من الونى
ومراحها في غيَّه وجنونهِ

مما تنخَّل وافتلاها داعر
من سرِّ ما صفَّى ومن مكنونهِ

فأتى بها المقدارُ نخبة َ نفسه
ما بين بازلهِ وبنت لبونهِ

كفلتْ لراكبها بآخرِ سوقهِ
في السير أو ضمنت صلاح شئونهِ

بلِّغْ بلغتَ المجدَ في أبياته
والعزَّ بين عراصهِ وقطينهِ

عنّى بنى عوف على إعراضهم
إنّ الحديثَ معلَّقٌ بشجونهِ

عتباً يروّح نفثهُ ثقلَ الجوى
إن العليل مروَّحٌ بأنينهِ

إما عموما أو فعج من بينهم
لأبي العلا وأخي الندى وقرينهِ

أحطط ببيت أبي قوامٍ فالتبس
بالليث في أشباله وعرينهِ

بيت يضمّ البدرَ في إشراقه
والغصنَ في حركاته وسكونهِ

ريّان يُجنى الوردُ من أطنابهِ
خصباً ويُعتصر الندى من طينهِ

يبنيه أروعُ قاطبٌ متبسّمٌ
غيرانُ يؤخذ صعبه من لينهِ

متلثّم والشمسُ تحت لثامهِ
أو سافرٌ والنجمُ تحت جبينهِ

وجهُ العشيرة غائرا في حصنهِ
أو ثائرا غضبانَ دون حصونهِ

أكل العدا سرفا وأطعمَ مشبعا
فجفانهُ ملأى بكسب جفونهِ

فالموت بين قناته وحسامه
والرزق بين شماله ويمينهِ

خلَّى بنو أسدٍ عليه شوطهُ
حسرى ففاز بخصله ورهونهِ

وتساندوا ليساوقوه واحدا
فمضى وقصَّر حرصهم عن هونهِ

بلّغهُ عنّى مخلصا من دونهم
شكوى ومالك مخلصٌ من دونهِ

ما للفراتِ وردتُ منه أجاجه ال
مملوحَ بعد زلاله ومَعينهِ

والغيثِ كيف تغيّرت أخلاقه
فبُليت بعد جواده بضنينهِ

ما بال وجهِ البدر يشرق ليلهُ
للمدلجين ولى ظلامُ دجونهِ

من بعد ما غلِّستُ في أنواره
وسرحتُ في فلواته وحضونهِ

وإليك يشكو الشعر نقضك عهده
ويصيح في أبكاره أو عونهِ

أنت المليّ فكم تلطُّ وعوده
مطلا وتقعُد عن قضاء ديونهِ

وتقومُ تدفعُ في صدور حقوقهِ
بالعذرِ بين خفيِّه ومبينهِ

يا صاحب الوجه الرقيق سمحتَ في
مطلى ببذل كريمه ومصونهِ

ماء الحياء عليه كيف منعتني
بجفائك المبذولَ من ماعونهِ

أوَ ما خجلتَ لخرَّدٍ زوَّجتها
إياك من حورِ الكلام وعينهِ

يجلو عليكم كلَّ يوم وفدها
وجها يصيح العذر من عرنينهِ

يسرى بها الساري ويُصبح فيكم الش
ادي يطرّبها على تلحينهِ

منكوحة ومهورها منسيَّة ٌ
والمهرُ حقٌّ واجبٌ في حينهِ

ما كان قدرُ ثوابها لي عندكم
مما يعود بثلمهِ ووهونهِ

عذرٌ تحسّنه لكم أهواؤكم
والمجدُ يعذلكم على تحسينهِ

لوْ جدتمُ لشكرتُ نزرَ عطائكم
ووهبتُ غثَّ نوالكم لسمينهِ

ولقد حلفتُ فلا أخاف تحرُّجا
بالبيتعن بطحائه وحجونهِ

والخاضعاتِ يقودهنَّ إلى منى ً
للنحر باذلُ نضوهِ وبدينهِ

ما طولُ هزّى من عطائك عادة ٌ
لي في ابتذال الشعر أو تهوينهِ

ولقد أتيتُ بعزّتي معزّزا
في جنب ممتنع الجناب حصينهِ

وأرى وفورَ العرض عند خميصهِ
كرما وذلَّ العيش عند بطينهِ

وأخاف إن نشز القريضُ عليكمُ
من فرط نفرته إزاءَ سكونهِ

وإذا رأى إنصافه في غيره
أشفقتُ أن يحمي حمى مغبونهِ

والماءُ يُشرب تارة ً من منهلٍ
صافٍ ويُشرقُ تارة ً بأجونهِ

والجودُ دينٌ فيكم متوارثٌ
والحرُّ ليس براجع عن دينهِ

حاشا لمجدك أن يقال بدا له
في المكرمات وشكَّ بعد يقينهِ