غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ - مهيار الديلمي

غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ
فلاءها على البيعِ الشَّططْ

واعلمْ بأنَّ الغبنَ حيثُ نشطتْ
ربطها والغنمَ حيثُ ترتبطْ

منْ ضامناتِ الحاج لو دانيتها
بالنَّجمِ لمْ تلوَ بهِ ولمْ تلطْ

ليسَ على راكبها جناية ٌ
منْ علمٍ يعيي ولا أرضٍ تشطُّ

إنْ لمْ تكنْ أنتَ الّذي ينصبهُ
طولَ السُّرى فهي التي لمْ تعيَ قطّ

كأنَّها تحتَ الدُّجى جنيَّة ٌ
راكبها في ظهرها نجمٌ هبطْ

لا تطأُ الأرضَ وإنْ تسهَّلتْ
لوطأة ِ الدَّائسِ إلأ ما تخطْ

كأنَّما أربعها منْ خفّة ٍ
واحدة ٌ في السَّيرِ حينَ تختلطْ

تجري فتدمي أذنها بيدها
كأنَّها بسنبكيها تشترطْ

تنخَّلَ الغالونَ منْ آياتها
صفوة َ ما خلَّفَ فيهمُ وفرطْ

لمْ تتحرَّشْ بشميمِ أمِّها
هجائنُ الفرسِ ولاغبسُ النَّبطِ

لها منْ العُربِ ضمورٌ ناسبٌ
يغنى بهِ عنِ الوسومِ منْ علطْ

جرداءُ لولا سعفٌ منتشرٌ
منْ عرفها قلتُ عسيبٌ مخترطْ

بمحزمٍ كما طويتَ بردة ً
وملجمِ كما نشرتَ عنْ سفط

هي التي رحتَ بها مغتبطاً
وقدْ لحقتَ بعدَ خمسٍ بالغبطْ

وبتَّ جارَ الحيِّ ترعى معهمْ
على نوى المرعى ومصدوعُ الخططْ

وناظراتٍ منْ فروجِ الرَّقمِ مذْ
سنَّتْ عليهنَّ السُّجوفُ لمْ تمطْ

بيضاتِ كنٍّ ملسٍ لو خطِّيتْ
ما بينهنَّ وصمة ٌ لمْ تتخطْ

لمْ يبتذلنَ أوجهاً وأيدياً
في وهجِ النَّارِ ولامخضِ الأقطْ

وادي الغضا يرقدنَ حوليهِ الضُّحى
لطيمة ُ السَّفرِ اليمانينِ تحطّْ

كأنَّ روضاً تتهاداهُ الصِّبا
هباتهنَّ يتنازعنَ الشُّرطْ

طرقتهنَّ والدُّجى لمْ ينفتقْ
وسبحة ُ الجوزاءِ لمْ تنخرطْ

أنشدَ قلبي عندهنَّ ضلَّة ً
نشدكَ بالقاعِ بعيراً منتشطْ

وبينهنَّ طيبة ٌ شارفة ٌ
لمْ تتعرفْ عندها قبلي اللُّقطْ

ضاعفْ درعيها وقدْ تجرَّدتْ
مرجَّلٌ أسحمُ ذيَّالٌ قططْ

وحفٌ إذا ما غرّبتْ فيهِ يدا
فارقة ً أدردَ أسنانَ المشطْ

صدَّ بها معرضة ً أنْ قرأتْ
خطَّاً منْ الشَّيبِ فوديَّ وخطْ

منْ منصفي منْ عنتٍ في طرفها
يزحمُ هدَّابُ الرداءِ بالشَّمطْ

قالتْ كبرتَ والغنى معبَّسٌ
لا بدَّ ما لمْ تحتضرْ فتعتبطْ

دبتْ أفانينُ صروفِ الدَّهر لي
أساوداً فناهشتني ورقطْ

ونجَّذتني حقبٌ علوقها
بالشَّيبِ وهي لمْ تجمِّلني فرطْ

وكمْ أصبتُ ثمَّ أرمي غلطا
فدلَّني على الإصاباتِ الغلطْ

وصاحبٍ كالجرحِ أعيا سبرهُ
وجلَّ عنْ ضبطِ العصابِ والقمطْ

حملتهُ لا أتشكّى ثقلهُ
كي لا تقولوا طرفٌ أو مشترطْ

وكالشَّجا قافية ٌ أسغتها
لو عارضتْ حنجرة ُ البازلِ أطّْ

أسمعها مستدعياً منهُ الرِّضى
أصمُّ لا يسمعُ إلاَّ ما سخطْ

يأكلُ مدحي وعتابي سحتاً
حلواً ومرَّاً ما ضغاً ومسترطْ

يأكلهِ بالذُّلِ ممنوناً بهِ
فلا يبالي ساقطٌ كيفَ لقطْ

ليتَ بني عبدِ الرَّحيمِ ليتهمْ
يبقونَ لي منْ عرضِ الدُّنيا فقطْ

الواهبينَ طعمة ً أرضهمُ
ما أخصبَ العامُ عليهمُ أو قحطْ

والمانعينَ انفاً جارهمُ
لمْ يلتصقْ بنسبٍ ولمْ ينطْ

يحاطُ فيهمْ وهوَ ممنوعُ الحمى
إذا تسمى باسمهمْ لو لمْ يحطْ

سادات مجدٍ وإذا قستَ بهمْ
سيِّدهمْ باعدْ فضلاً وشحطْ

جاءَ الحسينُ فاحتذى مثالهمْ
ثمَّتَ زادَ جائزاً تلكَ النُّقطْ

يشمخُ انْ ترفعهُ وراثة ً
علياءُ لمْ يرفعْ لها ولمْ يحطّْ

كالليثِ لا تحلو لهُ مضغة ُ ما
لمْ بفتلذْ بكفِّهِ ويعتبطْ

مدَّ إلى ناصية ِ المجدِ يدا
ينقبضُ المزنَ مكانَ تنبسطْْ

تفدى بيسري لكَ إنْ أعجلتها
بالجودِ يمنى كلِّ روَّاغٍ ملطّْ

يعطي مقلاًّ ويضنُّ مكثراً
وإنَّما أحسنتَ ظنَّاً وقنطْ

وما يدُ البخيلِ إلاَّ سوأة ٌ
متى بدتء بارزة ً فقلْ تغطّْ

ومنكرٍ حقّكَ لمْ تعلقْ بهِ
منَ الوفاءِ شيمة ٌ ولمء تلطّْ

أسفلتهُ لو شكر العبدُ يدا
غطَّى عليها بالجحودِ وغمطْ

لو شئتَ بعد غلطة ِ الأيَّامِ في ار
تقائهِ جازيتهُ لمَّا سقطْ

غرَّرَ إذْ خاطركَ الجهلُ بهِ
ما كلَّ منْ ابصرَ عشواءَ خبطْ

ما كنتَ إلاّ جبلاً ارسى ولا
كانَ سوى سهمً منَ الشَّرِّ مرطْ

اسمعْ فما تؤثرُ أخبارُ العلا
إلاَّ شذوذاً وهي عنكَ تنضبطْ

هلْ أنافي وصفكَ إلاّ ناقلٌ
تملي سجاياكَ عليّ وأخطّْ

أوانسا لولاكَ ما كنتُ بها
ما فارقتْ حشمتها بمغتبطْ

كلُّ نوارٍ لمْ يفارقْ نزقة ً
أخمصها النَّعل وجنباها النَّمطْ

كمْ عنقٍ وهي لها طوقٌ وكمْ
منْ أذنٍ تصغي لها وهي قرطْ

أروضها لا نصبي ضاعَ ولا
أجريَ فيها عندَ نعماكَ حبطْ

في كلِّ يومٍ قاسمُ الحسنِ بهِ
أقسطَ ُ في غيري وفي شعري قسطْ

كنّ كسالى قبلكمْ لكنَّهُ
ما نشطَ الإحسانَ للشعرِ نشطْ