من الغادي تحطُّ به وتعلو - مهيار الديلمي

من الغادي تحطُّ به وتعلو
نجائبُ من أزمتها الرياحُ

جوافلُ تحسب الظلمانُ منها
أضاء لوجهِ قانصها الصباحُ

فمرتْ كلُّ شائلة ٍ زفوفٍ
لها من غيرها اليدُ والجناحُ

ململمة ٍ لها ظهرٌ مصونٌ
و بطنٌ تحت راكبها متاحُ

ترى سوطَ الشمال يشلّ منها
طرائدَ لا يكفُّ لها جماحُ

تراوح رجلُ سائقها يديه
و لا التعريس منه ولا البراحُ

تعبُّ الماءَ بين قذٍ وصافٍ
إذا ما عافت الإبلُ القماحُ

لعلك ترتمي بك أو سيقضي
إلى المجد الغدوَّ أو الرواحُ

فصلْ وخلوتَ من ولهي ووجدي
و قل ولك السلامة والفلاحُ

لمقتدحين في كبدي وساروا
لواعجَ ما لقاطنها براح

أظنا أنكم بنتم وأبقي
لبعضُ الظنَّ إثمٌ أو جناحُ

و يحسبُ بدرُ عجلٍ أنَّ ليلي
له من بعدِ غيبته صباحُ .

و أني بعده بمنى ً ولحظٍ
ينازعني إلى جذلٍ طماحُ .

إذن ففركتُ بعلَ المجدِ منه
و بنتُ من العلاء ولا نكاحُ

بمن ولمن أريدُ القلبَ عنكم
ليذهلَ وهو عندكمُ يراحُ

و من بدلٌ وهل عوضٌ وظهري
بكم يعرى وعزي يستباحُ

حملتُ فراقكم أو قيلَ جلدٌ
و خلف حشاي أسمة ٌ طلاحُ

و كيف تغيضُ لي نزواتُ دمعي
و تحت الدمع أجفانٌ قراحُ .

فهل فيكم على العدواء آسٍ
فإنّ البينَ في كبدي جراحُ

ألا عطفا على عيشٍ فسادٍ
يكون له بقربكمُ صلاحُ

و حرًّ قيدته لكم طليقا
من الناس المكارمُ والسماحُ

و قادته لكم خلاًّ صريحا
حبائلُ مدها المجدُ الصراحُ

و أخلاقٌ سقته فأسكرتهُ
و بعض خلائقيِ الكرماءِ راحُ

نكصتُ وقد أحالَ على قرنٌ
له سيفانِ شوقٌ وارتياحُ

كأنّ دمي الحرامَ على يديه
بعيدَ البينِ ما لكمُ المباحُ

فمن يكُ في النوى بطلا فإنيّ
أنا المقتولُ والبينُ السلاحُ

فجعتُ بقربكم والعهدُ طفلٌ
و ساعة ُ وصلنا بكرٌ رداحُ

و ما شبعت برؤيتكم لحاظٌ
سواغبُ لي ولا بردَ التياحُ

و حتى بعدَ أملسَ لم تعلقْ
له بذيول طيبِ الوصلِ راحُ

فراقٌ سابقَ اللقيا وعطفٌ
من الأيام زاحمه اطراحُ

و نهزة ُ نهلة ٍ لم تحلُ حتى
تأجن ماؤها الشيمُ القراحُ

كأنَّ الدهرَ قامرني عليها
معالجة ً فخانتني القداحُ

لئن قصرت مساعيها وضاقت
ففي الأشواقِ طولٌ وانفساحُ

فإن كسرتْ عصا جلدي عصاها
فآمالي برجعتها صحاحُ

و قد يلد السرورُ على عقامٍ
و يحيا بعد ما مات المراحُ

لعلك يا بنَ أكرمهم يمينا
و أقدمهم إذا كرهَ الكفاحُ

و أوسعهم قرى وأعمَّ قدرا
إذا ما الكلبُ أعجزه النباحُ

بقربك أن ستخبرُ أو سيقضي
لهذا الخرقِ رقعٌ وانتصاحُ

فترجعَ لي ليالٍ صالحاتٌ
بكم فاتت وأيامٌ ملاحُ

و ينبتُ تحت ظلكمُ لحالي
جناحٌ حصه القدرُ المتاحُ

علقتكمُ هوى ً ومنى ً فما لي
على الأيام غيركم اقتراحُ

و بعتُ بكم بني دهري ودهري
فعدت وملء حضنيَّ الرياحُ

أقول وقد تعرم جرح حالي
و سدَّ على مطالعيَ السراحُ

و كاشفني وكان مجاملاً لي
عبوسُ الوجه من زمني وقاحُ

و قد منعتْ غضارتها وجفتْ
على أخلاقها الأيدي الشحاحُ

غداً يا نفس فانتظري أناسا
همُ فرجٌ لصدركِ وانشراحُ

ستطلعُ من بني عيسى عليك ال
أكفُّ البيضُ والغررُ الصباحُ

ثقي بغنى ثراك غداً براحٍ
يطلُّ بها جدوبكِ أو يراحُ

و لا تتسغبي أسفا ويأسا
فعند مغالق الأمر انفتاحُ

سينهضُ سقطتي منهم غلامٌ
عزائمهُ الأزمة ُ والصفاحُ

كريمٌ جاره حرمٌ منيعٌ
على الأيام أو حيٌّ لقاحُ

كأنَّ الفضلَ في ناديه صوناً
فتاة ُ الحيّ تمنعها الرماحُ

هو ابتدأ الندى لم أحتسبه
و أوري لي ولم يكن اقتداحُ

و درتْ راحتاه ولم تعصبْ
و كم من مزنة ٍ لا تستماحُ

و ظني أن سيشفعها بأخرى
يسابقُ سعيهَ فيها النجاحُ

تقوم بها على ميدٍ قناتي
و تلحمُ من خصاصتيَ الجراحُ

و تنتجُ من كرائم رأيه لي
بجانبِ جاهه فيها لقاحُ

و عندي في الجزاء مسوماتٌ
لها بالشكر مغدى ً أو مراحُ

حلى الأعراضِ تضحك في تريبٍ
لها عقدٌ وفي صدرٍ وشاحُ

لها الغرضان من معنى ً دقيقٍ
تقوم بنصره كلمٌ فصاحُ

أبوها فارسٌ وكأنّ قومي
بها عدنانُ أو داري البطاحُ

و أفضلُ ما جزيت أخاً بودًّ
و إحسانٍ ثناءٌ وامتداحُ