هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ - مهيار الديلمي

هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ
أمْ هلْ زمانٌ بهمْ قدْ فاتَ يرتجعُ

تحمَّلوا تسعُ البيداءُ ركبهمُ
ويحملُ القلبُ فيهمْ فوقَ ما يسعُ

مغرِّبينَ همُ والشَّمسَ قدْ ألفوا
ألاَّ تغيبَ مغيباً حيثما طلعوا

شاكينَ للبينِ أجفاناً وأفئدة ً
مفجَّعينَ بهِ أمثالَ ما فجعوا

تخطو بهِ فاتراتٍ في أزمَّتها
أعناقها تحتَ إكراهِ النَّوى خضعُ

تشتاقُ نعمانُ لا ترضى بروضتهِ
داراً ولو طابَ مصطافٌ ومرتبعُ

فداءُ وافينَ تمشي الوافياتُ بهمْ
دمعٌ دمٌ وحشاً في إثرهمْ قطعُ

الليلُ بعدهمُ كالفجرِ متّصلٌ
ما شاءَ والنَّومُ مثلِ الوصلِ منقطعُ

ليتَ الّذينَ أصاخو يومَ صاحَ بهمْ
داعي النَّوى ثوِّروا صمُّوا كما سمعوا

أوليتَ ما أخذَ التَّوديعُ منْ جسدي
قضى عليَّ فللتعذيبِ ما يدعُ

وعاذلٍ لجَّ أعصيهِ ويأمرني
فيهمْ وأهربُ منهمْ وهوَ يتَّبعُ

يقولُ نفسكَ فاحفظها فإنَّ لها
حقاً وإنْ علاقاتِ الهوى خدعُ

روحْ حشاكَ ببردِ اليأسِ تسلُ بهِ
ما قيلَ في الحبِّ إلاَّ أنَّهُ طمعُ

والدَّهرُ لونانِ والدُّنيا مقلَّبة ٌ
الآنَ يعلمُ قلبٌ كيفَ يرتدعُ

هذي قضايا رسولُ اللهِ مهملة ٌ
غدراٌ وشملُ رسولِ اللهِ منصدعُ

والنَّاسُ للعهدِ ما لاقوا وما قربوا
وللخيانة ِ ما غابوا وما شسعوا

وآلهُ وهمُ آلُ الإلهِ وهم
رعاة ُ ذا الدِّينِ ضيموا بعدهُ ورعوا

ميثاقهُ فيهمْ ملقى ً وأمَّتهِ
معْ منْ بغاهمْ وعادهمْ لهُ شيعُ

تضاعُ بيعتهُ يومَ الغديرِ لهمْ
بعدَ الرِّضا وتحاطُ الرُّومُ والبيعُ

مقسَّمينَ بأيمانٍ همُ جذبوا
ببوعها وبأسيافٍ همُ طبعوا

ما بينَ ناشرِ حبلٍ أمسِ أبرمه
تعدُّ مسنونة ً منْ بعدهِ البدعُ

وبينَ مقتنصٍ بالمكرِ يخدعهُ
عنْ آجلٍ عاجلٌ حلوٌ فينخدعُ

وقائلٌ لي عليٌّ كانَ وارثهُ
بالنَّصِ منهُن فهلْ أعطوهُ أمْ منعوا

فقلتُ كانتْ هناتٌ لستُ أذكرها
يجزي بها للهُ أقواماً بما صنعوا

أبلغْ رجالاً إذا سمَّيتهمْ عرفوا
لهمْ وجوهٌ منَ الشَّحناءِ تمتقعُ

توافقوا وقناة ُ الدِّينِ مائلة ٌ
فحينَ قامتْ تلاحوا فيهِ واقترعوا

أطاعَ أوَّلهمْ في الغدرِ ثانيهمْ
وجاءَ ثالثهمْ يقفو ويتَّبعُ

قفوا على نظرٍ في الحقِّ نفرضهُ
والعقلُ يفصلُ والمحجوجُ ينقطعُ

بأيِّ حكمٍ بنوهُ يتبعونكمْ
وفخركمْ أنَّكمْ صحبٌ لهُ تبعُ

وكيفَ ضاقتْ على الأهلينِ تربتهُ
وللأجانبِ منْ جنبيهِ مضطجعُ

وفيمَ صيَّرتمْ الإجماعَ حجّتكمْ
والنَّاسُ ما اتفقوا طوعاً ولا اجتمعوا

أمرُ عليٍّ بعيدٌ منْ مشورتهِ
مستكرة ٌ فيهِ والعباسُ يمتنعُ

وتدّعيهِ قريشٌ بالقرابة ِ وال
أنصارُ لا رفعٌ فيهِ ولا وضعُ

فأيُّ خلفٍ كخلفٍ كانَ بينكمُ
لولا تلفَّقُ أخبارٌ وتصطنعُ

واسألهمْ يومَ خمٍّ بعد ما عقدوا
لهُ الولاية َ لمْ خانوا ولِمْ خلعوا

قولٌ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نغلٌ
لا ينفعُ السّيفَ صقلٌ تحتهُ طبعُ

إنكارهمْ يا أميرَ المؤمنينِ لها
بعدَ اعترافهمُ عارٌ بهِ ادّرعوا

ونكثهمْ بكَ ميلاً عنْ وصيَّتهمْ
شرعٌ لعمركَ ثانٍ بعدهُ شرعوا

تركتَ أمراً ولو طالبتهُ لدرتْ
معاطسٌ راغمتهُ كيفَ تجتدع

صبرتَ تحفظ أمرُ اللهِ ومااطرحوا
ذبّاً عنِ الدِّينِ فاستيقظتَ إذْ هجعوا

ليشرقنَّ بحلوِ اليومِ مرُّ غدٍ
إذا حصدتَ لهمْ في الحشرِ ما زرعوا

جاهدتُ فيكَ بقولي يومَ تختصمُ ال
أبطالُ إذْ فاتَ سيفي يومَ تمتصعُ

إنَّ اللسانَ لوصَّالٌ إلى طرقٍ
في القلبِ لا تهتديها الذُّبَّلُ الشُّرعُ

آبايَ في فارسٍ والدِّينُ دينكمُ
حقّاً لقدْ طابَ لي أسٌّ ومرتبعُ

ما زلتُ مذْ يفعتْ سنِّي ألوذُ بكمْ
حتَّى محا حقُّكمْ شكيِّ وأنتجعُ

وقدْ مضتْ فرطاتٌ إنْ كفلتَ بها
فرَّقتُ عنْ صحفي البأسَ الّذي جمعوا

سلمانُ فيها شفيعي وهو منكَ إذا ال
آباءُ عندكَ في أبنائهمْ شفعوا

فكنْ بها منقذا منْ هولِ مطَّلعي
غداً وأنتَ منَ الأعرافِ مطَّلعُ

سوَّلتُ نفسي غروراً إنْ ضمنتُ لها
أنِّي بذخرٍ لكَ سوى حبِّيكَ أنتفعُ