على أيّ لائمة ٍ أربعُ - مهيار الديلمي

على أيّ لائمة ٍ أربعُ
وفي أيمّا سلوة ٍ أطمعُ

وقدْ أخذَ العهدُ يومَ الرحيلِ
أمامي والعهدُ مستودعُ

فقصركَ يا خادعي منْ وفائي
لؤمتَ أعنْ كرمي أخدعُ

ويا صاحبي والنّوى بيننا
ضلالٌ فطرقُ الهّوى مهيعُ

لأمرٍ أخوكَ غدا صامتاً
على أنّهُ الخاطبُ المصقعُ

سقى الغيثُ بغدادَ إمّا سقى
لذكرتها جدَّ بي المدمعُ

وحيّا بها قمراً استق
رَّ بعدَ فراقي بهِ مطلعُ

رأى شهرَ بعدي محاقاً لهُ
فلمْ يغنهِ العشرُ والأربعُ

ونومٍ على الطّيفِ عاهدتهُ
وقدْ زارَ لو أننّي أهجعُ

ضحكتُ أهوّنُ بيني عليهِ
وعبّس يزرى بمنْ يفجعُ

أغرَّكَ بعدَ فراقِ الوزي
رِ أنّي لضربِ النّوى أخضعُ

أسيرُ وضلعُ الهّوى عند منْ
تفرُّ لفرقتهِ الأضلعُ

وأسكنُ منْ وطني بعدهُ
إلى حسرة ٍ فلمّا تقلعُ

وفي ضمن فرحة ِ عوذي جوى ً
يدلُّ على أنّني موجعُ

,,أكافينا كافي الحادثا
تِ سوداً لنا سمرها شرَّعُ

بكَ انتصر الأدبُ المستضامُ
وأنشرَ ميِّتهُ المضجعُ

سفرتَ بفضلكَ عنْ وجههِ
وظلَّ الخمولِ لهُ برقعُ

إذا المدحُ ناداهُ شوقاً إليكَ
فناداهُ بطئي إذا أسرعُ

فتحتُ بجودكَ عيناً ترى
وفودكَ أو أذناً تسمعُ

أرى مقصداً ثمَّ علي
هِ عينِ بعودِ المرجعُ

وقدْ هزنّي والّدجى مسبلٌ
وأسهرني والورّى هجَّعُ

حوادثُ تخشى صميمَ الفّؤادِ
لها في صميمِ الصّفا مصدعُ

فلا ربعة ٌ زادها مشبعٌ
يغّذي ولا نهلة ٌ تنفعُ

سأهجرُ داركَ لا عنْ قلى ً
كما يهجرُ المرتعُ المربعُ

أودّعُ داركَ عنْ خبرة ٍ
بأيِ غرامٍ غداً أودعُ

فجودكَ بالعذرِ العرفُ لي
سماحانُ هذا وذا يوسعُ

سينسبُ حسنٌ وقبحٌ إلي
كَ حاشاكَ يقبحُ ما تصنعُ

ويسألُ عنْ ربحي المبضعونَ
وغيركَ يخسرُ ما أبضعُ

رحلتُ ولمْ أبقي خلقاً سواي
إذا اندفعَ القولُ لا يدفعُ

وسقتُ إليكَ لسانَ ,,العراقِ
وإنّكَ للشاهدُ المقنعُ

لسانٌ يصرفّهُ في الرجالِ
طريقٌ على غيرهِ مسبعُ

إذا هو أحمدَ فالشّهدُ من
هُ والسمُّ منْ ذمّهِ منقعُ

وما ينظرُ النّاسُ ماذا رحلتُ
ولكنْ يراعونَ ما أرجعُ

وودَّ أوامركَ العالياتِ
فتى ً حافظ كلَّ ما يودعُ

يسرَّكَ ما اصطنعتهُ يداكَ
إذا ضاعَ في غيرهِ المصنعُ

تهنأ بقابل شهرِ الصّيامِ
وأحصدهُ خيراً كما تزرعُ

تلابطهُ شرَّهُ الظالمينَ
وأنتَ لهُ خاشعاً تخشعُ

وسرّكَ منهُ الّذي ساءهمْ
لحفظكَ في اللهِ ما ضيعّوا

ولمّا برزتَ ترأى الهلالَ
مضى آيساً منهُ منْ يطمعُ

لأنّهمْ أنكروا أنْ يروا
هلالاً على قمرٍ يطلعُ