مهلهلُ قد حلبتُ شطورَ دهري - يموت بن مزرع

مهلهلُ قد حلبتُ شطورَ دهري
وكافحني بها الزمن العفوتُ

وجاريتُ الرجالً بكلِّ رَبعٍ
فأذعنَ لي الحُتالةُ والرُّتوتُ

فأوجعُ ما أجنَّ عليه قلبي
كريمٌ غتَّهُ زمنٌ غَتوتُ

كفى حزناً بضيعة ذي قديمٍ
وأولاد العبيدِ لها الجفوتُ

وقد أسهرتُ عيني بعد غمضٍ
مخافةَ أن تضيعَ إذا فنيتُ

وفي لطف المهيمن لي عزاءٌ
بمثلك إن فنيتُ وإن بقيتُ

وإن يشتدَّ عظمك بعد موتي
فلا تقطعك جائحةٌ سبوت

فجب في الأرض وابغِ بها علوماً
ولا تلفتك عن هذا الدُّسوتُ

وإن بخلَ العليمُ عليكَ يوماً
فذلَّ لهُ ودَيدنُكَ السُّكوتُ

وقل بالعلمِ كانَ أبي جواداً
يُقال فمن أبوكَ فقل يموتُ

تقرُّ لكَ الأباعدُ والأداني
علمٍ ليسَ يجحدُهُ البَهوتُ