عطش مارد - محمد شيكي

ودع مجراك وبللني بندى جثنك المائلة
نحو مدار الأرض...
فالأرض مداك ... والأرض ثراك...
وأنا الفاصلة الأخرى بينك والذكرى.
فجرني ودقا يخرج من دود رميمك
حتى يحيئك ظل العشب
وآتيك على وقع سنابك خيل لما عثرت خطواته
في دلو الموت خبا...
وآتيك على وجع تراتيل التوبة من سنوات
كان حصارك فيها مدفوع الأجر،
تضاعف فيه القلق المشفوع
بآذان السلطة حتى ربا،
وربا الحزن،
ربا الكون
ربا دن الخمر،
تدفق يسقي مهجا لا تدري من أين يجيؤها وحش العطش المارد، يا ودقي
***
ودق يكفي، كي
أختلس الصحو من شبق الفطنة قبل المحو
أختلس المحو من ودق الرعشة قبل الصحو
فبللني، بعزيف الغيب عساني أغسل ما خلفه الموت من عطش الرؤيا
قبل رحيل الروح عن هجرتك الأقسى..
***
ودق يكفي هذا الرشح، تود جنازته أن تأوي
ملأ الأرض تغوص بهم في تيه الكون
الحائر بين سر بدايته
وبين العلة في كنه نهايته،
مسرى سفاق النور نهاك،
مسرى شعاع الضوء الفاصل بين الشمس
والكهنوت فناك،
مسراك الى ذات الذات جفاك ، فماذا يبقى اذن؟
***
عرتي أنت الماسك ناصية العقل يديك...
عرني أدوات الحفر /مهاميز النحت
على وجه الصخر /
افتح لي ما ّأغلقه الغيب ،
ولا تسأل كيف يصير دعائي معراجا نحو خرائط هذا الطوفان
لا تسأل أين تصب روافد أنهار دم عربي مسفوح بحجم البحر
لا تسأل ، هل يسع البحر صراخ طفولتنا وأنين كهولتنا وشبابا مزقه الاعصار
ولا تسأل كيف
عواصمنا سقطت ...سكتت...
كيف نوادينا يتبارى فيها الشعراء
عن أي قصائدهم كان لها السبق
الى وهج التحديث...
يا عجبي كيف يحدثني "هيمنجواي "
عن أجراس حداثته،
ثم يجيؤني ماغولا
يفترش أجساد صبايانا ،
يلقي ماء الوجه العربي الى حيتان البحر،
و لا يشبع..
عجبا أن تقرع أجراس" هولاكو " تحت سماء الصمت
بسمي غارته بأسماء السلم
ولا يخشع ...