خفـرُ الـرَّدى - مصطفى بن عبد الرحمن الشليح

قالتْ : شحوبٌ يسبقُ الطرقاتْ
لا أحد تقدمَ شاهرًا أحلامه
كيْ يسبقَ الطرقاتْ
أو ترقى إليه خرافة الأمداءْ
يشنقَ ما تردى بانسجام الذاتِ
دمعا ما همى، لكنه نادى
المحبَّ من الأقاصي
فاستحمَّ الحرفُ بالنور المشعشع في مرايا
الكأسْ
واغتمَّ الشحوبْ
فغابتِ الطرقاتُ في الطرقاتْ
واغتبقَ الممرُّ
فكسِّـر الأقداحْ
في شفةِ الشظايا
همسُكَ الطينيّ. فاختلبِ الممرَّ
وخاصِر الأشباحْ
ما خاصرتَ إلا ذاتكَ النائية المائية الرائية
الألواحْ
تستلبُ الممرَّ من المرايا
كلما انحرقَ الكلامُ ورقّ في يدِه
سؤالُ المزهر: كيفَ الوثوبُ يجسّ صعدته
وهذي الخمرُ لما تعصَر؟
ما قلت ؟
أسبلتِ الحكاية طرفها
ما أسلسَ الزمنُ البكيءُ مقادة
ذاكَ الغروبُ قلادة
ستأتيك القصائد والفرائد
والقلائد كلها منْ أول السِّحْر النديْ
لأفهمَ الخفرَ الذي ينسابُ منْ خديكْ
بللوريا
كأنّ شقائقَ النعمان خبأتِ السلافَ لديكْ
لمْ تسفكْ لها ذمما
وما همتْ، منادمة، بمنسفكٍ دما
وكأنها قمرٌ
يشيبُ قذاله. ضمّ الشقائقَ
هلْ شقائقه هلاله
إذ يسافرُ منْ هناكَ إلى هنا موّاله
الفضيّ
حين أتى إليك سؤاله ؟
عفوًا إذا اختلسَ الوضاءة شابها خفرٌ
وقد شردَ المدى ونأى مجاله
الأبديّ واحلولى جَماله
قالَ : ما هذا شحوبٌ يسبقُ النجماتِ
في أجلى تحَولها
ترى ليلُ الهوى شابتْ مجالسُه ؟
سأتركُ ما لديَّ من الغضَى
والنارُ في ثوبي تؤانسُه
لأفهمَ مولدَ الشطآن
فواصلُ وقع.ٌ العينُ شكرى. للدموع قصيدة
منْ همَّ يكتبُها مضَى أجراسَ قافيةٍ يُسلسلها الصَّدى
ما قلتِ حتى أفهمَ الخفرَ المتلفعَ بالردى
في ناظريكْ
سماحة يا قطتي البيضاءْ
ليَ الشعرُ الذي لمْ ينصرفْ عمرًا
فواصلُ وقع.ٌ العينُ شكرى. للدموع قصيدة
منْ همَّ يكتبُها مضَى أجراسَ قافيةٍ يُسلسلها الصَّدى
ما قلتِ حتى أفهمَ الخفرَ المتلفعَ بالردى
في ناظريكْ
سماحة يا قطتي البيضاءْ
ما قلتُ .. ؟ الشحوبُ محفة بيضاءْ