لمّا بَـكَى ليـلُ القصِيدَةِ فِي سَـلا - مصطفى بن عبد الرحمن الشليح

تلك الحكاية لي
وقد وقفَ الملا .. يا صاحبيّ قفا
ولا تترجّلا
وقفا هنا
حتى أرى ما لا أرى ..
حتى أعيدَ إلى الكنايةِ ما سلا ..
حتى أكونَ على المدَى
سلساله الذريَّ
يذروني إذا ما سلسلَ
رقراقه الدريَّ
خارطة الرؤى لأكونَ ..
قامة شاعر إما انجلى
إما غوى فتطوحتْ
كلماته
وكأنّها كلماته
حين المكان تسربلَ
بالذاهباتِ إلى عيون قصيدةٍ
وكأنما الأطيافُ بارقة الحُلى
وكأنّ ما تأتي الرسومُ بشرقه
غـربُ الحكاية
ما دنا وتأولَ إلا لينسبلَ الغمامُ
على الربَى من كرمةِ التاريخ
نادمتِ الطلا
فتأوهتْ أعطافها وتأودتْ
والكأسْ تمرحُ
فالشبابُ إلى بلى ..
والشمسُ تمنحُ خدَّها
ولادة كانتْ هنا
يا صاحبيّ ترجّلا ..
جُوسَا الحكاية كلما ابتدرتْ
من الرقراق، واشتعِلا ولا تتحولا ..
فهنا عيونُ طفولةٍ أرتادها
لأكون عُرْيَ قصيدةٍ ..
لا تسألا عنْ خطونا
وقد استرابَ الليلُ من ليل القصيدةِ
حين أدركنا الفلا ..
لا تسألا السهوَ الذي كان السّدى
لما بكى ليلُ القصيدةِ
في سـلا
فهنا أوراقٌ لنا رقراقة
بالذكرياتِ
تمثلا وتحولا، وهناكَ أوراقٌ
تركناها، على أسْوارها، تندى كلاما
حالما ثملا
ولا لغة سوى كأس الإشارةِ
تنبري من لغةٍ
تعاطيني السؤالَ تهللا
وهنا بقايا من عبارتنا
مدًى لحكايةٍ لي
من زمان أسدلَ التاريخ باذخَه
على تاريخِه
فكأنما وثبتْ بلاغته فيصلا
وكأنما كتبتْ
فواصله الصّدى كيما تعلقه
كـلامًا أولا
وكأنما أستارُ ذاتكَ كعبة
وإليك قافية تؤوِّل منزلا
وكأنني سافرتُ فيك قصيدة
وأنا الذي لا قولَ لي
إلا الذي ..
ما أجزلَ كلماتِه عريـًا ..
ليزجَل بالندا ..
حتى تمثـلَ بالعُروج وأرقلَ
في اللانهائيِّ الشفيفِ بشاخِص التاريخ
يعبرُ المسافة منهلا
وعليه، من أيامِنا، أنسامُنا وكلامُنا
وعليه ما كتمتْ سلا
عنْ طـارق من دانياتِ قطوفنا
ما لملمتْ من مائياتٍ
جدولا
ما ضمَّ جامعُها، على أسفاره،
صدرًا بجاه الذارياتِ توسّلَ
وبحق زاويةٍ يرقُّ براقها
من حيثما التاريخ ذكرًا أرسلَ ..
يا صَاحبيّ قـفا ..
حكايتنا هنا .. من قالَ ؟
منْ وثبتْ بصاحبه
سَـلا .. ؟