حبُّ يشبه الضّجر - منير باهي

"قيْحٌ بهيٌّ،لُعابٌ باذخٌ ،غثيانٌ حالم ٌ،عطشٌ حلْوٌ،دمٌ قَذِرُ"
هذي بقاياكِ في الألبومِ،في العُلَبِ الوَلْهَى،ولي منكِ ذكرى هذه الصُّوَرُ
هذي بقاياكِ في كَفّي وفي كُتُبي،فكيف أحْفظُ حُبّاً عافهُ البَشَرُ؟
ماذا لكِ الآنَ إلّا ما تُرى بُقَعاً مصدورةً تصعقُ الماضي وتندثرُ
ذكراكِ حَبلٌ،وأنتِ الشَّنْق يُعلنُ موعدَ الفجيعةِ،لا فجرٌ ولا مطرُ
وأنتِ عادةُ مابينَ الشهورِ،ترُشِّينَ الفِراشَ دماً قد ضَخَّهُ الضجرُ
عودي إليكِ كما أقْبَلْتِ،لن يتوضَّأَ النهارُ على عينيكِ،أعتذرُ
لن يحملَ القلبُ عاهاتِ النِّساءِ،ولن يشيل أقنعةَ الأوجاعِ،أعتذرُ
لن يطلعَ الحزْنُ من عينيَّ ثانيةً،لن يفضحَ البوحُ لون القلبِ،أعتذرُ
لن تجلسي فوق دمعي،أو على لغتي،أو قربَ نافورةٍ تهتزُّ،أعتذرُ
عذراً،دمي شجرُ الزّقّوم،ذاكرتي مشقوقةٌ،أحْضُنُ الأضْدادَ،أنشَطِرُ
أنا الجحيمُ النعيمُ القوّةُ الوهَنُ الخُرافةُ الآيةُ الإقدامُ والحَذَرُ
قلبي تميمتُنا علَّقْتُهُ حذراً من الخطيئةِ إنْ منها أتى الخَطَرُ
يا غابةَ اليأْسِ،منْ أوحى من الشُّرُفاتِ كيفَ تنمو الأماني،كيفَ تنتشرُ؟
من غيرُ جرحي يصلّي في العراءِ صلاةَ الحبِّ،يحفظ فتواها وينفجرُ؟
لا بأسَ إنْ وُئِدتْ في منتهاكِ زغاريدُ،ونام على أشجانه الوتَرُ
لا بأسَ إنْ خنْتِ يا فزَّاعةَ الحُلُمِ الأشهى هواجسَ كانتْ فيكِ تنفجرُ
فقطْ،أريدُكِ أن تنسيْ خُطاكِ خطايَ لحظةً،ندع الأيامَ تبتكرُ
وقتاً يسيلُ،زماناً يكتبُ الأبدَ المكبوتَ فينا،فلا حبٌّ ولا ضجرُ