تفاهات،تفاهات - منير باهي

كم كنتُ في الحبِّ بعضاً منكِ مولاتي
وصار بعضُكِ بعضا من تفاهاتي

ها قد وضَعْتِ لما عشناهُ خاتمةً
وما أزالُ كما لو في بداياتي

وماتزال تدور الأرضُ فوق يدي
وتشرقُ الشمسُ صُبحاً في صباحاتي

ولستُ ابكي كما خَمَّنْتِ هاجرتي
ولستُ أُشعلُ بالشكوى عذاباتي

ولم أَصِرْ بائساً بعد الفراقِ ولا
تغيرتْ بانصرام الوصْلِ عاداتي

لم أشربِ السُّمَّ كالعشاق منتحراً
ولا طردتُ من الدنيا حبيباتي

ولا تَطَرَّفْتُ بعد الهجر مُلتحياً
ولستُ أُخفي بطولِ الذقنِ زلَّاتي

إذا ظننتِ لهيبَ الهجرِ يحرقني
ضدَّ الحرائقِ لو جَربْتِ غاباتي

إني النَّسِيُّ الذي ينسى حماقتهُ
أليس حبُّكِ بعضاً من حماقاتي

قلبي وإنْ صار مشروخاً به جهةٌ
للقادماتِ سبايا في فتوحاتي

لستُ الذي استسلمتْ يأساً عساكرُهُ
أو رفرفتْ مرةً بيضاءَ راياتي

ما أَوْقفَ الهجْرُ بأسي،كيف يوقفني؟
لا شيءَ يوقِفُ إن حاربتُ غاراتي

أُغِيرُ على النحلِ الجميلِ وإنْ
غارتْ عليَّ ومن نحلي فراشاتي

إذا اعتقدتِ خسرتُ الحربَ منهزماً
إنِّي أرى النصرَ في أقسى خساراتي