أبكي...إنا قتلناه - منير باهي

أبْكي زماني،ولا أبكي لِأَنْسَاهُ
حتّى وإنْ شئْتُ في عَيْنيكِ أَلْقَاهُ

أبكي الزَّمانَ الذي كُنّا نُراوِدُهُ
ونُشْعِلُ اللّيْلَ ضَوْءً في زَوَايَاهُ

كُنَّا نَسيرُ فَيَرْعى الحُلْمُ خُطْوَتَنَا
وفي الفِراقِ نَضُمُّ الحُلْمَ نَرعاهُ

نَعْدو منَ الشَّوقِ والأحْزانُ تَسْبقُنا
فالشَّوْقُ قَيْسٌ وبعضُ الحُزْنِ ليلاهُ

كُنّا ننامُ، نَـهــُزُّ الأرْضَ نُشْعِلها
والقلْبُ مِنْ نارِنا تـَهْـتَـزُّ دُنياهُ

هلْ تَذْكُرِينَ كَلاماً كنتُ أحْفظهُ ؟
ما في فمي لَفظُهُ،ما فيكِ مَعْنَاهُ

تذكّري واذكُري أحلى مشاعرِنا
أمْ تذكرينَ من الإحْساسِ أقساهُ؟

إنِّي بما اقتَرَفَتْ كفّايَ معترفٌ
هلّا غَــفَــرْتِ لِخَطّــاءٍ خطاياهُ

كانَ الذي كانَ،ما فكرْتُ أوقِظُهُ
عُمْري تَشَظّى وقلْبي من شظاياهُ

ماذا أريدُ منَ التذكارِ سيّدتي؟
وهلْ نُعيدُ به ما الأمسَ عِشناهُ ؟

نريدُنا هكذا،نمضي معاً أبداً
نمضي صديقينِ لا عَبْداً ومَوْلاهُ

نمضي صديقيْنِ،نرمي خَلْفـَنَـا زمناً
أبكي،نَــقُــولُ معاً : إنَّا قَـــتــلْـنـاهُ!