بحول إلا هي لا بحولي وقوتي - إبراهيم بن قيس

بحول إلا هي لا بحولي وقوتي
وتوفيقه أظهرت بالسيف دعوتي

ولست كما قال الجهول بأنني
سموت إلى العليا بعز ومنعة

ولكنه ما قام إلا للذة
وإلا لختل أو لاظهار سمعة

وما قمت والرحمن إلا لقوله
تعالى تعالى كنتم خير أمة

إلى قوله سبحانه جل ولتكن
إلي الخير منكم أمة يا بريتي

فقمت ذليلاً خاضعاً متواضعاً
مجيباً لذي الآلا بخوف ورغبة

وقطَّمت لذاتي وصرمت شهوتي
وفارقت أحبابي وخليت خلتي

وحسّرت يوم الحرب عن ساعد الوغى
وجردت سيفي واختطمت بعزمتي

وقابلت أبواب الحروب مفتّحاً
لأقفالها كيما أصادف منيتي

إذا كان بيع النفس أرفع رتبة
رفعت ببيع النفس في الحق رتبتي

وتعلم أيضاً أنني لو أنتها
لما بعتها بيع الحكيم بجنة

فلا تحزني أن التوكل مغفري
ودرعي يقيني والحقيقة جنتي

وفي الكف مني كالشهاب مهند
ويوم سعودي يوم ألقى منيتي

ويوم أرى الحوراء تمسح غرتي
شهيداً أو السيدان تنهش جثتي

ولو أن أهل الأرض طراً تألبوا
علي لما هالوا فؤادي بكثرة

واكثر ما يقضون أن حان مقتلي
ولفحة نار شر من ألف قتلة

فكيف وما منها خروج لداخل
وتقصر عن أوصافها كل شدة

أبعد تلوّ الذكر يا سلم أبتغي
نذيراً وفيه كل وعظ وعبرة

فلا كنت يا سلمى غذ لم تصدني
زواجره عن كل إِثم وزلة

وما زهرة الدنيا وإن جل قدرها
ولذاتها إلا كخطفة لحظة

وما تقتل المغرور إلا إذا رآى
بشاشتها أو كان في حال غبطة

ينافس فيها كل رذل وأحمق
وطلقها الأكياس من غير رجعة

وما مؤثر الدنيا بأكبر منزل
لدى اللّه من قرد وكلب وقملة

ومن خاف غير اللّه كان كأنه
على جرف هار فخرَّ بتعسة