تيقن وإن لم تستبن فتيقن - إبراهيم بن قيس

تيقن وإن لم تستبن فتيقن
فإن بني الدنيا قلال التدين

منافقهم في كل وعد منافق
وعفّهم عف إذا لم يضمَّن

ألم تر أني قمت فيهم لياليا
فلله قد أبصرتهم غير موقن

فشمر هداك اللّه بالنفس طالباً
لعزّ وإلا فاضطجع وتمسكن

فما الناس إلا أريحي مهذب
يخوض حياض الموت أو ساقط دني

فودع دياراً لم تنل بين أهلها
منالاً ودعها عنك دعها وأعمن

فأما لقيت النصر من غير وهنة
وأما لقيت الموت لا بالمهوّن

فيال بني سهل أضفتم جماعتي
وآويتموني يوم خرب موطني

وخاصمتم الأعداء دوني حمية
وواسيتموني وائتمرتم لمعوني

وصرت مليكاً فيكم متمكناً
كنيناً حصيناً مكرماً غير هين

سوى أنني يا قوم لم أقض حاجة
لديكم ولا عاينت أمراً يسرني

رجوتكم أن تنصروا الحق بعدما
وصلت بكم حبلي زماناً ومسكني

فضيعتم أمري وضعتم وربما
ندمتم على التفريط بعد التمكن

إلا أن حاجاتي التي عز أمرها
علي وعندي نصر دين المهيمن

فإن تنصروني فالرجية فيكم
وإن تعجزوا قابلت أرضاً تعزني

فلا ضاقت الدنيا ولا ضاق مسلك
علي ولا أمري وعزمي بهين

فردوا جواباً عاجلاً لا عدمتم
حماة فإن العز داباً يحثني

وصلوا على من أسس الدين والهدى
وأظهره بالسيف بعد التغبن